الصفحة الأساسية > بديل الشباب > إلى الرّفاق في السّجن
إلى الرّفاق في السّجن
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

هكذا إذن... وقع عليك الاختيار، يلحقونك رقما بسلسلة جرائمهم المفضوحة.

هكذا إذن... أعربت عصا البوليس عن اشتهائها لجلد رجل لم يعرف الانحناء أبدا، رجل لم يتعلم إلا حب الحياة والنضال والعمل... ويقتطفون "نوارة" أخرى من حدائق النضال معتقدين أن حيطان الزنزانة كفيلة بنخر ما يشب عليه البطل... هكذا اختاروك يا رفيق دون خجل –عفوا- نسيت أنهم قوم لا يستحون، أياديهم تطول المزارع وتنهب البيوت، وتغتصب الجميلات، أبدا لا يشبعون. وفوق كل هذا، يمارسون تقاليد الجاهلية، فيسعون إلى وأد الكلمة في صدورنا قبل أن تتخذ لها موقعا بين الناس، ويغتالون أفكارنا قبل النضوج... ألهذا سجنوك يا رفيق؟ لأنهم عجزوا عن إخراس صوتك الذي إذا ما عانق الفضاء تخشع له حتى العصافير والشجر؟ ألأنهم هجروا اليوم رغم محاولاتهم المتكررة العبث برؤاك وتشويش أفكارك والحياد بك عن طريق النضال الذي خطوت –وما زلت تخطو- فيه خطوات رصينة جريئة وواثقة مقتنعا بأن إرادة الشعب حتما ستنتصر على سلاسل القمع والحرمان والاضطهاد؟

اليوم أنت سجين تقبع خلف القضبان لكنك مازلت بيننا بعملك المثابر، بجديتك في النضال، بحزمك في المواقف الصعبة، بدفئك الغامر وبابتسامتك الرصينة المرحة...

ويعتقدون أنهم حين يزجون بك في السجن ستكون عبرة لمن يعتبر. قسما بالوطن، قسما بشرف الكلمة، قسما بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا حين اخترنا النضال طريقا، قسما لن ننسحب...

هات المشعل يا رفيق، نحن سنواصل السير على خطاك إلى أن تلتحق بنا مجددا... ملتقانا عند تلة النصر حين نبدد الظلام وتنحني الجدران أبدا لن نسقط، ونشيدنا لن يصمت وسنظل أقوى... هات المشعل يا رفيق نوصيك خيرا بنفسك وبالمساجين فهم في النهاية أفراد من هذا المجتمع نخرهم الجوع فانصرفوا وأصابتهم أمراض المجتمع التي صنعها النظام ليزج بشعبه في السجن ويلهيهم عن مشاكلهم الأساسية في الخبز والحرية والكرامة الوطنية...

هات المشعل ولك منا تحية ثورية حمراء، لك منا ألف بسمة وألف ضحكة، فأنت يا رفيقي زهرة الحياة أزهرت في قلوبنا ونبراس يضيء دروبنا ومثل يحتذى به في الانضباط والالتزام... أنت رقرقة الفجر المبتسم وكتلة من النار ترجم بحمرتها الاضطهاد والظلم...



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني