الصفحة الأساسية > البديل النقابي > الاتحاد إلى أين؟
ندوة اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل:
الاتحاد إلى أين؟
22 نيسان (أبريل) 2011

نظـّم اللقاء النقابي الديمقراطي المناضل يوم الجمعة غرة أفريل الجاري ندوة نقابية بعنوان "الاتحاد العام التونسي للشغل إلى أين؟"، حضرها عدد هام من الإطارات النقابية من تيارات وحساسيات نقابية مختلفة من عدة جهات وقطاعات تنشط داخل اللقاء النقابي أو خارجه. وقد احتضن نزل الهناء الدولي بتونس العاصمة هذه الندوة "لاستحالة تنظيمها في فضاء نقابي تابع للاتحاد العام" كما جاء على لسان المناضل النقابي راضي بن حسين عضو الاتحاد الجهوي للشغل سابقا الذي افتتح أشغال الندوة. وقد أكد من جهة أخرى على أن اللقاء الذي ضمّن موقفه الداعي إلى الحوار النقابي في قضايا كثيرة تتصل بواقع وبأداء الاتحاد في نص الأرضية التي سبق أن نشرها وأمضى عليها عدد هام من الإطارات النقابية، أكد أن الاتحاد اليوم في حاجة ماسة في ظل التطورات التي شهدتها البلاد لمثل هذا الحوار من أجل رسم معالم طريق تحويله إلى منظمة ذات إشعاع ومستقلة وديمقراطية ومناضلة.

إثر الافتتاح تداول على الكلمة كل من الجيلاني الهمّامي الذي ألقى كلمة باسم اللقاء النقابي والبشير الحامدي المناضل النقابي اليساري المعروف وعبد الله بن سعد الجامعي والنقابي عضو الاتحاد الجهوي بقابس سابقا والسيد عبد العزيز المداحي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد ما بين مؤتمري جربة 2002 والمنستير 2006.

وجاء في كلمة المناضل جيلاني الهمّامي، أحد مؤسسي اللقاء والكاتب العام السابق لجامعة البريد قوله:" لا نذيع سرّا، وقد أصدرنا بيانا في ذلك منذ بضعة أيام، أن محاولات جرت ببادرة من نقابيين في الاتحاد لتنظيم لقاء حواري بيننا وبين القيادة وبما أننا اشترطنا أن تحترم أصول الحوار، من أهمها أن يجري بفضاء نقابي وأن يكون علنيا ومفتوحا، فقد صرفت القيادة نظرها عن ذلك...". وفي باب تشخيص واقع الاتحاد أكد أن المنظمة تمر بأزمة وأنها فقدت استقلاليتها وتحوّلت إلى سند اجتماعي وسياسي للسلطة وأنـّها أصبحت منظمة منغلقة على نفسها ومنعزلة عن المجتمع السياسي والمدني متذيلة للحكم. وباتت منظمة واقعة تحت حكم فردي لمؤسسة الأمانة العامة وأعضاء المكتب التنفيذي، هياكلها متعطلة وموصودة أمام القواعد، والإطارات عاجزة عن قبول الرأي المخالف الذي تتعاطى معه بالأساس بمنطق تأديبي عبر لجنة النظام.

ومن جانب آخر قال الجيلاني الهمامي أن الهيكلة التنظيمية المبنية على المركزة البيروقراطية ونمط العلاقات المرساة داخلها ومنطق التسيير كان في الواقع هو الحاضنة للخط البيروقراطي المسيطر والمبرر لكل الانحرافات، وهو ما يفسر حسب رأيه الوضعية الحالية التي فرّخت داخل الاتحاد عقلية سرت من فوق إلى تحت قوامها الولاء والتزلف مقابل الذهنية الزبونية والتكتل العشائري والجهوي والشخصي. وختم مداخلته بالتأكيد على أن المهمة الملحة على كل النقابيين من كل الانتماءات والتجارب والقطاعات هي تحرير الاتحاد من هيمنة الخط البيروقراطي والانغلاق والتعطل وفرض استقلالية قراره وتسليحه بخطة نضال حقيقية في جميع الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ورأى في المؤتمر القادم الذي وجب الإعداد له بتشريك كل القوى والطاقات مناسبة لإجراء هذه النقلة المنشودة، لكنه أكد بالمقابل على أن هذا المؤتمر لا ينبغي أن ينعقد قبل تسوية الملفات الكثيرة التي هي محل طعن وتحوم حولها تشكيات كثيرة. وكان السيد الهمامي عبّر، في معرض حديثه عن التعدّديّة النقابية، عن رفضه لها مؤكدا أن الاتحاد يبقى في ظل واقع الحريات الإطار الأمثل لتوحيد نضال العمال من الاستغلال والقهر.

وختم الجيلاني تدخله بدعوة كل القوى النقابية إلى توحيد جهودها من أجل استغلال المؤتمر القادم للاتحاد "كفرصة تاريخية لكي تبدأ منظمتنا في تجديد نفسها على أسس ومبادئ تتماشى واستحقاقات المرحلة القادمة".

وكان السّادة البشير الحامدي وعبد الله بن سعد أكد تقريبا على نفس المظاهر في تقييمهم لأوضاع الاتحاد العام وقدّما جملة من الاقتراحات العملية الملموسة للتعاطي مع مستقبل المنظمة وبالتحديد مع المؤتمر القادم حيث اقترح عبد الله بن سعد بعث لجان لوضع ورقات عمل تشكل ما يشبه البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد كمضمون يقع على قاعدته التعامل مع كل القوى النقابية وحتى لا يكون المؤتمر مناسبة انتخابية فحسب. أما السيد عبد النور المداحي فقد أثنى على مبادرة اللقاء داعيا إلى توحيد المعارضة النقابية وقدّم سلسلة من الأمثلة والممارسات التي تقوم بها البيروقراطية النقابية بحكم اطلاعه على ما يجري داخل الاتحاد وفريق القيادة الذي عمل معه خلال المدة النقابية التي تحمّل فيها المسؤولية النقابية.

وإثر هذه المداخلات فتح باب النقاش للحضور الذي فاق عدده المائة نقابية ونقابي من جهات قبلي وقابس وسوسة وبنزرت وزغوان وجندوبة وبن عروس وتونس العاصمة إلى جانب عدد من النقابيات من مكتب المرأة العاملة تتقدمهم، المناضلة نجوى مخلوف منسقة المكتب الوطني للمرأة العاملة. وكان النقاش ثريا إلى حد كبير أفرز جملة من التوصيات قال المشرفون على اللقاء النقابي أنهم سيعممونها على مجموعات اللقاء في الجهات. ونشير في الأخير إلى أن هذه الندوة، التي تميزت بتنظيم محكم، لاقت تغطية إعلامية من قبل التلفزات التونسية الثلاث (الوطنية وحنبعل ونسمة) والإذاعات (الوطنية والشباب والموزاييك...) وعدد من من الصحف التونسية.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني