الصفحة الأساسية > البديل العربي > البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الثاني
المغرب، المؤتمر الوطني الثاني للنهج الديمقراطي:
البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الثاني
20 تموز (يوليو) 2008

عقد في نهاية الأسبوع الفارط حزب النهج الديمقراطي (المغرب) مؤتمره الثاني، وقد تحوّل الرفيق حمه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي لحضور المؤتمر. وبهذه المناسبة تهنأ أسرة البديل الرفاق في النهج الديمقراطي بنجاح أشغال مؤتمرهم. كما تتقدم إليهم بتعازيها الحارة إثر وفاة مناضلين في حادث مرور لمّا كانا على طريق العودة بعد انتهاء المؤتمر.

تحت شعار "من أجل قيادة حازمة للنضال التحرري الديمقراطي ذي الأفق الاشتراكي" انعقد أيام 18/19 إلى 20 يوليوز 2008 المؤتمر الوطني الثاني للنهج الديمقراطي في جوّ من الحماس والإصرار على المضي قدما على درب النضال الذي عبده شهداء الشعب المغربي بدمائهم الطاهرة.وعلى تجسيد أهداف النهج المتمثلة في المساهمة في بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين باعتباره الضمانة الأساسية لتقدم نضال التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، وانفتاحه على الأفق الاشتراكي وللتقدم بخطوات ثابتة نحو بناء تحالف الطبقات الشعبية عبر توحيد وتجذ ير النضالات الشعبية.

إن اختيار النهج الديمقراطي لهذا الشعار ينطلق من فهمه لطبيعة المرحلة الراهنة من نضال شعبنا من حيث هي مرحلة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي لاسيما وأن النظام استطاع احتواء أجزاء من الحركة الديمقراطية في وقت لم تتمكن فيه قوى اليسار الجذري من توحيد النضالات الجماهيرية، وبلورة أفقها السياسي الديمقراطي الجذري ذي الأفق الإشتراكي بعيدا عن أوهام "الإنتقال الديمقراطي" والشعارات المؤطرة له في ظل سيادة الكتلة الطبقية السائدة ذات الطبيعة الريعية والطفيلية والتبعية للإمبريالية وخاصة منها الأمريكية والفرنسية.

إن بروز هذه القيادة يشكل الحلقة الكفيلة بالإجابة على متطلبات النضال الملموس للجماهير الكادحة، وإعطاء دفعة قوية لبناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة، وعموم الكادحين، وبناء جبهة الطبقات الشعبية.

إن المؤتمر الوطني الثاني إذ يشيد بالحضور المتميز للقوى السياسية اليسارية، وهيئات المجتمع المدني وطنيا وعربيا ودوليا لأشغاله يعبر عن اعتزازه بمستوى النقاش الديمقراطي داخل المؤتمر، وبالحضور النسائي والشبيبي الوازن.

انطلاقا مما سبق،فإن المؤتمر الوطني الثاني للنهج الديمقراطي وهو ينعقد في سياق يتسم بالهجوم الممنهج على الحريات الديمقراطية، وعلى المكتسبات الإقتصادية والإجتماعية للجماهير الكادحة يؤكد على ما يلي:

أولا: وطنيا:

I. على المستوى السياسي:

1- يسجل استمرار الطابع الإستبدادي للنظام من خلال رفض أي تغيير للدستور في اتجاه ديمقراطي، وفرض مقاربة مخزنيه لمعالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تكرس استمرار الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية ويستهدف تلميع صورة النظام الذي يستمر في انتهاك حقوق الإنسان، والمس بالحريات الديمقراطية (اعتقالات فاتح ماي 2007، وقمع الحركات الاحتجاجية، بومالن دادس، صفرو، المعطلين الطلبة (مراكش) العمال، الصحراويين، وسيدي إيفني كنموذج صارخ) والتضييق على حريات الصحافة وفرض قوانين رجعية كقانون الأحزاب، وقانون الصحافة، والحريات العامة علاوة على مدونة الشغل ومشروع قانون الإضراب.

2- يدعو كافة القوى الديمقراطية إلى تصعيد النضال من أجل وضع دستور ديمقراطي من طرف الشعب باعتباره صاحب السيادة، ومصدر كل السلط، ويكفل المساواة التامة بين المرأة والرجل في كافة الحقوق السياسية والإقتصادية والإجتماعية والمدنية والثقافية، ويضمن فصل الدين عن الدولة وعن السياسة، ويعطي أقصى قدر ممكن من التسيير الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات السوسيوثقافية.

3- يدعو إلى بناء جبهة وطنية واسعة تضم القوى السياسية التقدمية والنقابات والجمعيات والصحافة المناضلة من أجل التصدي لليبرالية المتوحشة، والنضال من أجل ديمقراطية حقيقية.

4- يناضل من أجل دسترة الأمازيغية ثقافة وطنية ولغة رسمية واعتمادها إلى جانب العربية في التعليم والإدارة والإعلام ومختلف مناحي الحياة العامة.

5- يدعو إلى تصعيد النضال من أجل التصدي للتراجعات على مستوى حقوق الإنسان، والحريات العامة، وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب، وقانون الأحزاب، وقانون الصحافة...

6- يعتبر أن المؤسسات الديمقراطية المزعومة فاقدة للشرعية ويعتز بتجاوبه مع نبض الشعب المغربي الذي قاطع انتخابات 7 شتنبر 2007 بشكل عارم.

7- يعتبر أن ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لا زال قائما وأن مقاربة النظام له قد أبانت عن فشلها، ويدعو إلى النضال من أجل الحقيقة كاملة وذلك بالكشف عن مصير المختطفين ومجهولي المصير، وإطلاق سراح الأحياء منهم، والكشف عن المقابر الجماعية، ومحاكمة المسؤولين عن تلك الانتهاكات، وجبر الضرر، وتوفير الضمانات القانونية والمؤسساتية حتى لا يتكرر ما حدث.

8- يناضل ضد الكتلة الطبقية السائدة المنصاعة للإمبريالية الأمريكية والفرنسية على المستويات السياسية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، والعسكرية، والأمنية، وخاصة ضد مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا، وضد الإتحاد المتوسطي والقاعدة الأمريكية (طانطان).

9- يطالب باسترجاع سبتة ومليلية والجزر الشمالية من الإحتلال الإسباني ويندد بسلبية الموقف الرسمي من هذه القضية.

10- يسعى إلى تفعيل تجمع اليسار الديمقراطي والانفتاح على مختلف القوى اليسارية الحقيقية للنضال السياسي والإجتماعي، وضد الإمبريالية ومن أجل الديمقراطية.

11- يؤكد على مواقف النهج المطالبة بقانون أسرة مدني عصري وديمقراطي يضمن حقوق المرأة كاملة.

II. على المستوى الإقتصادي:

يسجل النهج الديمقراطي تعمق التبعية للإمبريالية الذي يتجلى في إتفاقات التبادل الحر مع أمريكا وإستمرار العلاقات اللامتكافئة مع الإتحاد الأوروبي، واستحواذ الشركات المتعددة الإستيطان وخاصة الفرنسية منها على قطاعات إستراتيجية، وتفاقم إحتكار إقتصاد البلاد من طرف بضع مجموعات وعلى رأسها أونا "أمنيوم شمال إفريقيا". كما يسجل الإنطلاق الجنوني للمضاربات العقارية والمالية، الشيء الذي يضاعف من هشاشة الإقتصاد الوطني، ويؤدي إلى المزيد من مراكمة الثروة في يد فئة من الإحتكاريين والمضاربين على حساب الغالبية العظمى من الشعب المغربي.

يعتبر أن مشروع "المغرب الأخضر" مخطط يستهدف بالأساس تمكين الرأسمال الكبير المغربي والأجنبي من السيطرة على ما تبقى من الأراضي الجماعية (الجموع، الكيش) والأحباس والملك الخاص للدولة وإدماج الإنتاج الفلاحي الصغير ضمن مجموعات رأسمالية تجارية وصناعية مما سيؤدي إلى البلترة الفعلية لعموم الفلاحين المتوسطين والصغار.

يؤكد أن مشاريع البنيات التحتية (ميناء طنجة المتوسطي، الطرق السيارة، القطارات ذات السرعة الكبيرة، المناطق الصناعية) تستهدف جلب الإستثمارات الأجنبية في إطار ترسيخ التبعية عوض توجيه الطاقات نحو بناء إقتصاد وطني موجه نحو تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين.

إنطلاقا ممّا سبق يؤكد المؤتمر الوطني أن النهج الديمقراطي يناضل ضد التبعية للإمبريالية واتفاقيات التبادل الحر والإختيارات الإقتصادية الحالية وإحتكار إقتصاد البلاد من طرف بعض المافيات وضد الإفلات من العقاب في الجرائم الإقتصادية والإستعمار الإقتصادي من طرف الشركات المتعددة الإستيطان الذي يتعمق يوما بعد يوم، وذلك من اجل بناء واقتصاد وطني يلبي الحاجيات الأساسية للمواطنين ويضمن توزيع الأراضي على الفلاحين الكادحين في إطار إصلاح زراعي شامل.

III. على المستوى الإجتماعي والثقافي

- يناضل النهج الديمقراطي ضد غلاء الأسعار ويدعو إلى تقوية تنسيقيات مناهضة الغلاء وتوسيع مجالات نضالها لتشمل الدفاع عن الخدمات الإجتماعية العمومية.
- يدين الإستغلال الفاحش للطبقة العاملة الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى وفيات جماعية كما وقع في روزامور، ويعبّر عن مساندته للنضالات التي تخوضها الطبقة العاملة والمعطلون والطلبة، والفلاحون الصغار والجماهير الكادحة، خاصة في المناطق المهمشة كسيدي إفني وبوعرفة... كما يندد بقمع السلطات للحركات الإحتجاجية السلمية.
- يناضل ضد تصفية القطاع العام والخدمات الإجتماعية وخاصة التعليم والصحة والسكن والنقل.
- يؤكد على إستحالة تنمية بشرية حقيقية في ظل التبعية للإمبريالية وهيمنة الكتلة الطبقية السائدة ذات الطبيعة الريعيية والطفيلية والتبعية ونظامها المخزني، الشيء الذي يكشفه فشل "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" وإستمرار المغرب في احتلال رتب متدنية في مؤشر التنمية البشرية.
- يدين التخريب المنهجي الذي تتعرض له البيئة.
- يناضل من أجل دعم الثقافة الوطنية بأبعادها المتعددة والمرتكزة على قيم الديمقراطية والعقلانية والحوار والتلاقح مع ثقافات الشعوب الأخرى.
- يدين الحصار الإعلامي المفروض على القوى التقدمية، ويطالب بأن يكون الإعلام العمومي في خدمة الشعب.

ثانيا: دوليا وجهويا

- يسجل النهج الديمقراطي أن العالم يشهد بداية نهاية القطب الوحيد المثمثل في السيطرة الأمريكية على العالم نتيجة التناقضات الداخلية للرأسمالية المعولمة، ومقاومة الشعوب وخاصة في لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان وانتصارات القوى اليسارية في عدد من دول أمريكا اللاتينية وكذا صمود إيران ومواجهة روسيا لمحاولات تطويقها وبروز الصين كقوة إقتصادية صاعدة.

إننا نعيش مرحلة الولادة العسيرة لعالم متعدد الأقطاب لم تتحدد ملامحه بوضوح وعليه يدعو النهج الديمقراطي إلى بناء جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية وفي مقدمتها الأمريكية.
- يدين حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني بدعم من اللإمبريالية في ظل صمت وتواطؤ الأنظمة العربية ويدعو إلى مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل دحر الإحتلال وتقرير المصير وانتزاع حق العودة والتقدم على طريق بناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني .كما يدين محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ويدعو إلى مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
- يندد بالإحتلال الأمريكي للعراق ويعبر عن دعمه التام للشعب العراقي في مقاومته الباسلة ويدعو إلى جلاء قوات الإحتلال عن العراق ومن منطقة الخليج ويطالب بعدم اعتراف بالنظام العميل في بغداد.
- يدين هرولة الأنظمة الحاكمة بالمنطقة العربية والمغاربية إلى الإرتماء في أحضان الإمبريالية وجبنها في التصدي للغطرسة الأمريكية والإسرائيلية ويشيد بالمقاومة الوطنية اللبنانية ويدعو كافة الديمقراطيين إلى مناهضة المشروع الإستعماري الأمريكي المسمى بالشرق الأوسط الكبير الذي يهدف إلى خلق دويلات ضعيفة تحت السيطرة السياسية والإقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني.
- يدين احتكار الثروة الإقتصادية العالمية من طرف حفنة من الشركات المتعددة الإستيطان في وقت يلقى فيه بالأغلبية الساحقة من سكان المعمور في هاوية البؤس والتهميش ويتمن النضالات التي تخوضها الحركات المناهضة للعولمة الليبرالية المتوحشة.
- يؤكد على ضرورة حل مشكل الصحراء على أساس الشرعية الدولية التي ترتكز على مبدأ تقرير المصير واعتماد المفاوضات والحلول السلمية لتجنيب المنطقة خطر الحرب ووضع أسس بناء مغرب الشعوب الذي يشكل ضرورة تاريخية لا مفرّ منها.
- يطالب بفتح الحدود أمام تنقل الأشخاص والمبادلات بين الدول المغاربية وتنمية التعاون بمختلف أوجهه في أفق بناء المغرب الكبير.
- يدعو إلى مدّ جسور التضامن بين قوى اليسار المغاربي والحركات الوطنية التقدمية من أجل تحقيق التحرر الوطني والديمقراطية الفعلية والعدالة الإجتماعية ومناهضة نوازع الإرتداد والتخلف.
- يدين السياسات العنصرية للإتحاد الأوروبي ضد المهاجرين وكذا الأسلوب الدركي للنظام المغربي تجاه المهاجرين الأفارقة ويعبر عن تضامنه مع كافة المضطهدين من ضحايا الهجرة.

وختاما يهنئ النهج الديمقراطي مناضلاته ومناضليه على عقد مؤتمره الوطني الثاني وعلى إنجاح أشغاله ويدعو إلى مواصلة التعبئة والنضال خدمة لقضايا العمال و عموم الكادحين.

البيضاء 20 يوليوز 2008


النهج الديمقراطي

المؤتمر الوطني الثاني

البيان العام الصادر عن المؤتمر الوطني الثاني


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني