عقدت حركة "النهج الديمقراطي" المغربيّة مؤتمرها الثاني أيام 18 و 19 و 20 جويلية 2008 بالدار البيضاء. و قد حضر هذا المؤتمر حوالي 400 مندوب من كافة فروع الحركة الاثنين و سبعين بالدّاخل و الخارج، كما حضرته عدّة وفود من بلدان عربيّة (تونس، الجزائر، فلسطين) و أوروبيّة (إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، البرتغال). و قد مثـّل الرفيق حمّه الهمّامي حزب العمال الشيوعي التونسي في هذا المؤتمر الذي حضره من تونس أيضا حزب العمل الوطني الديمقراطي ممثـّلا في رئيس هيئته التأسيسيّة الأستاذ عبد الرزاق الهمّامي و الناطق الرسمي باسمه الأستاذ محمّد جمور.

و قد ناقش النوّاب على مدى أيّام المؤتمر عدّة ورقات أعدّتها "اللجنة التحضيريّة للمؤتمر الوطني الثاني" و تتناول هذه الورقات مسائل فكريّة و سياسيّة و تنظيميّة عدّة، و من بينها: مشروع ورقة "البرنامج العامّ للتغيير الدّيمقراطي الجذري" و مشروع ورقة "حول الإطار المرجعي للنهج الدّيمقراطي" و حول التنظيم بما في ذلك التعديلات المقترحة على القانون الأساسي و آخر حول العمل الجماهيري و العمل النقابي و العمل في صفوف النساء.

و قد وزّعت هذه الورقات على فروع الحزب قبل ستـّة أشهر من انعقاد المؤتمر لنقاشها، و أعادت اللجنة التحضيريّة صياغتها وفقا للملاحظات المقدّمة. و مع ذلك كانت النقاشات داخل المؤتمر ساخنة و ثريّة تعبيرا عن حيويّة الحياة الدّاخليّة في "النهج الديمقراطي". و قد حوصلت لجان المؤتمر مقترحات المندوبين و عرضتها على الجلسة العامّة التي أعطت رأيها فيها.

و قد تمسّك المؤتمر بالماركسيّة هويّة للحركة، و الاشتراكيّة هدفا استراتيجيّا، و التغيير الدّيمقراطي الجذري هدفا مرحليّا، ولفّ الطبقة العاملة و عموم الشعب الكادح حول هذا الهدف لبناء حزب جماهيري مهمّة مباشرة.

و في آخر أشغال المؤتمر، انتخب المندوبون القيادة الجديدة للحركة الممثـّلة في "اللجنة الوطنيّة" المتركبة من 71 عضوا من بينهم 10 نساء، علما و أنّ 60% من أعضاء "اللجنة الوطنيّة" يتحمّلون المسؤوليّة لأوّل مرّة. و بعد ذلك اجتمعت "اللجنة الوطنيّة" لانتخاب "الكتابة الوطنيّة" المتركبة من 14 عضوا من بينهم 8 جدد. و قد انتخب المناضل عبد اللـّه الحريف كاتبا وطنيّا للمرّة الثانية على التوالي. كما انتخب المناضل مصطفى البراهمة نائبا له للمرّة الثانية أيضا. وتجيز القوانين الدّاخليّة لـ "النهج" الترشـّح للكتابة الوطنيّة لولايتين متتاليتين فقط