الصفحة الأساسية > البديل العربي > بيان
النهج الديمقراطي - الكتابة الوطنية:
بيان
14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009

اجتمعت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي يوم 14 نونبر 2009 في دورتها العادية وأصدرت البيان التالي:

يصادف انعقاد هذا الاجتماع مرور 35 سنة على استشهاد الرفيق القائد عبد اللطيف زروال، بعد تعرضه لتعذيب بشع بالمعتقل السري "درب مولاي الشريف" على يد الجلاد يوسفي قدور وزبانيته. وقد ضحى الرفيق عبد اللطيف زروال بحياته من أجل الأهداف والمبادئ السامية للمنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" ونضالها الثوري ضد الديكتاتورية ومن أجل الديمقراطية والتحرر الوطني والاشتراكية.

ورغم مرور هذه السنوات الطوال على استشهاد الرفيق عبد اللطيف زروال ورغم نضال القوى الديمقراطية من أجل الكشف عن مصير المختطفين مجهولي المصير ورغم وعود هيئة الإنصاف والمصالحة وتوصياتها لازال مصير الشهيد مجهولا على غرار العديد من الشهداء والمختطفين.

كما شهدت الأسابيع الماضية تمادي النظام في الإجهاز على الحريات حيث تتعرض حرية التعبير لانتكاسة حقيقية من خلال الهجوم الشرس على الصحافة المستقلة (توقيف جريدة "المشعل" وتأكيد الحكم الصادر ضد مديرها ورفاقه، توقيف جريدة "أخبار اليوم" بعد إغلاق مقرها ومتابعة مسؤولها وكذا الرسام الكاريكتوري الذي يعمل بها، الحكم على "الجريدة الأولى"، السعي إلى توقيف مجلة "لوجرنال" عبر مطالبتها بتأدية مبلغ مالي خيالي، الحكم على مدير جريدة المساء والصحافي سعيد العجل بنفس الجريدة بالسجن و...) وتجريم الرأي المعارض ومنع القوى المعارضة الجذرية من حقها في الإعلام العمومي، وكذا قمع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (اعتقال رئيس ومناضلين من فرع بني ملال، اعتقال رئيس فرع طانطان ورئيس فرع السمارة، متابعة رئيس فرع خنيفرة والحكم عليه بالسجن...) وقمع الحركات الاحتجاجية للطلبة واعتقال طلبة بمراكش وفاس، الاستمرار في القمع والتنكر للمطالب العادلة للعمال ومتابعة واعتقال النقابيين (عمال "سميسي ريجي" بخريبكة، العمال الزراعيين بشتوكة آيت باها، مناضلين نقابيين بورززات وطانطان، عمال النقل بشركة "زاطراب"، عمال النسيج بجهة الرباط...).

وفي محاولة للالتفاف على التدهور المريع للأوضاع الاجتماعية وفرض "سلم اجتماعي" جديد وعزل النضالات الشعبية، أقدم النظام على الإعلان عن تشكيل مجلس اقتصادي اجتماعي يتحكم فيه بواسطة تعيين أغلب أعضائه وعن استئناف الحوار الاجتماعي الذي لن يختلف عن سابقه الذي أفضى إلى الباب المسدود، خاصة مع إعلان الدولة عن تجميد الأجور في قانون المالية الجديد.

أمّا على صعيد العلاقة مع العدو الصهيوني فان النظام ماض بإصرار في تسريع خطوات التطبيع السياسي والاقتصادي معه رغم جرائمه الفظيعة ضد الشعب الفلسطيني وإصراره على توسيع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس وسعيه الحثيث إلى إقبار حق الشعب الفلسطيني في بناء وطنه المستقل. هكذا حضر مجرم الحرب وزير الدفاع السابق عمير بيريتز لمؤتمر بمراكش أمّا مجرمة الحرب تسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني خلال حرب 2006 ضد لبنان وخلال المحرقة ضد غزة، فقد أعلن عن قرب زيارتها للمغرب هي أيضا، حسب مصادر صحفية، وتأكد المعطيات والإحصائيات أن المبادلات التجارية بين المغرب والكيان الصهيوني تعرف نموا مطردا.

بناء على ما سبق، فإن الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي:

تعلن أن النهج الديمقراطي سيحيي ذكرى الشهداء لهذه السنة يوم 5 دجنبر 2009؛ مؤكدة بذلك وفائها للأهداف النبيلة التي استشهد من أجلها شهداء الشعب المغربي وتدعو إلى النضال من أجل الكشف عن ملابسات اغتيال الرفيق عبد اللطيف زروال وموقع قبره والتأكد من هويته وتسليم رفاته لعائلته ومحاكمة المسؤولين عن اغتياله وعن كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

تدين المتابعات والاعتقالات والمحاكمات والأحكام الجائرة ضد الصحافة والطلبة والمناضلين الحقوقيين والنقابيين وكذا المنع والقمع الذي تتعرض له الحركات الاجتماعية واحتجاجاتها المشروعة. وتدعو إلى النضال من أجل أطلاق سراح كل ضحايا هذه الاعتقالات ورفع جميع المتابعات القضائية. وتهيب من جديد بكل القوى الديمقراطية إلى الإسراع بتشكيل هيئة وطنية للدفاع عن الحريات والنضال من أجل الديمقراطية الحقيقية للتصدي للتراجعات الخطيرة في ميدان الحريات وإغلاق الحقل السياسي. كما تناشد كل المناضلين الغيورين على مصالح الكادحين، لتحمل مسؤوليتهم في تأطير النضالات العمالية والشعبية بشكل عام، وذلك عبر العمل على أن تلعب المركزيتين الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل دورهما في الدفاع عن الطبقة العاملة والشغيلة وعبر تفعيل التنسيقيات ومختلف أدوات النضال الشعبي.

تدين بشدة كل الإجراءات التطبيعية مع العدو الصهيوني وتدعو الشعب المغربي إلى التصدي لها ومقاطعة المنتجات الصهيونية ومقاطعة كل مروجيها كما تدعو إلى تفعيل لجن التضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي والانخراط الجدي والمثابر في الحملة الدولية من أجل مقاطعة الكيان الصهيوني من طرف المنتظم الدولي وفرض العقوبات عليه، على غرار نظام الميز العنصري البائد في جنوب إفريقيا، ومحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة.

الكتابة الوطنية 14 نونبر 2009


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني