الصفحة الأساسية > بديل الشباب > تطلّعات شباب الأرياف في ماجل بلعبّاس
تطلّعات شباب الأرياف في ماجل بلعبّاس
27 تشرين الأول (أكتوبر) 2011

هناك في أرياف القصرين النائية المنسية، حيث ترى مساكن تقطر على من فيها، يقطع أبناء المدارس كيلومترات حفاة... هناك في مدينة الشهداء يعيش الأرامل والعجائز تحت نير الفقر المدقع... هناك وجدت مقاهي تعجّ بدخان سجائر المعطلين عن العمل.

هناك وجدت أحلاما بسيطة كبساطة أهلها لعل أهمها عدالة اجتماعية من أجل توزيع عادل للثروات هناك تمتد يد الفلاح يريد حبّا وتصرخ الأرض العطشى.

بطالة وتهميش وإقصاء

برامج الأحزاب السياسية في نظر شباب ماجل بلعبّاس الذي طالما عانى ويلات سياسة الإقصاء والتهميش في عهد النظام البائد مجرّد حبر على ورق وتطلب ترجمة فعلية على أرض الواقع فوعود الأحزاب السياسية في نظر محمد الناجي شعباني أحد شباب الاتحاد المعطلين تطلب ضرورة القطع مع سياسة الاستغلال والتركيز على الموارد الهامّة في المنطقة وإنشاء وحدة صناعية مثل معمل البلور نظرا لتوفر كميّة هامّة من الرّمل (الكوارتز) وسدّ شغور البطالة وتوفير محلات تجارية أولوية لا يمكن للأحزاب السياسية أن تتجاهلها لأنها المطلب الرئيسي للشباب الذي قام بالثورة.

بدوره يقول محمد شعباني (معلم) أنه آن الأوان بعد الثورة للقطع مع سياسات الإقصاء والصراع الطبقي بين المناطق الساحلية حيث تركزت المشاريع الكبرى والمناطق الداخلية حيث عانت سياسات التفقير المنظم مشيرا أنه آن الأوان للقطع الجذري مع سياسة المال لكونها لا تخلّف إلا رؤوس الأموال المتعفنة القائمة أصلا على المحاباة والانتهازية.

أماني شباب الأرياف

حمزة العباسي (عاطل عن العمل) ليس له اطلاع على برامج الأحزاب لأنها باعتقاده مجرّد وعود جوفاء «لا تسمن ولا تغني من جوع» هدفها الرئيسي الحصول على الكراسي إضافة إلى كل ذلك فهي تقوم على شراء ذمم الناخبين في وقت يطمح فيه الشباب للحصول على كسرة الخبز من خلال توفير مواطن شغل.

في نفس السياق يقول جمال برهومي: «غياب مواطن الشغل جعلت من الشباب الحائز على الشهائد العليا يعمل بالحضائر بأسعار رمزية». مشيرا إلى أنه يقطن بمنزل خال من أهم المرافق الضرورية للحياة مثل الكهرباء والماء.

سياسة الاستغلال وقلة الحاجة دفعت بمحمد شعباني إلى العمل نادلا بمقهى دون تغطية اجتماعية مؤكدا أن مصاريف الضروريات اليومية لا يغطيها الأجر المتدني الذي يحصل عليه.

منتصر مسعودي حائز على شهادة عليا همّه الوحيد التشغيل والحصول على موطن عمل يحفظ كرامته. تطلعاته للبرامج المستقبلية لا بد أن تقوم على توفير كسرة الخبز خاصة في ظل ظروفه الاجتماعية الصعبة مؤكدا أنه يعيش وإخوته الأربعة الحاصلين على شهائد عليا نفس المعاناة المستمرة.

وإن ضاع البديل...

ليس بعيدا عن ماجل بلعباس يعاني شباب منطقة الناظور نفس المعاناة حيث يقاس الزمن هناك بعتبات المحرومين ويقطع تلاميذ المنطقة كيلومترات عدة لطلب العلم في ظروف قاسية... حفاة عراة يركض الأطفال بين الأزقة شأنهم شأن شباب المنطقة الذي لا يتوانى في لعب لعبة «كش مات الملك» ليس على رقعة لعبة الشطرنج ولكن على تربة الرّمل الجافة.

أيمن اللطيفي أحد شباب المنطقة الذي انقطع عن الدراسة لأسباب عديدة قال أنه يطول شرحها يرى أن غياب مواطن الشغل وعدم توفير أقل وسائل الترفيه جعلت شباب القرية يغادر المنطقة بحثا عن العمل في حظائر المدن الراقية.

حال أيمن لا يختلف كثيرا عن معاناة وليد، شُهر «عشبة» فظروفه القاسية جعلت منه شابّا متمرّدا ورافضا للانتخاب لأن صوته، حسب تعبيره، سيكون مجرد إدلاء لا غير لأن «الكبار» لا يكترثون لحال الفقراء والجياع.

فلاحوا المنطقة بدورهم يعانون مشاكل كثيرة بسبب غياب الآبار العميقة والمعدّات الفلاحية اللازمة نتيجة غياب السياسات التنموية.

ضجيج المقاهي ودخان سجائر المعطلين العمل وصراخ الجياع وصوت الفلاح ينتظر بديلا وآذانا صاغية لانتشال أحلامهم البسيطة من بؤر مستنقعات الفقر والاحتياج.

محمد علي لطيفي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني