الصفحة الأساسية > البديل الوطني > صوت الشعب... صوتكم
صوت الشعب... صوتكم
15 كانون الأول (ديسمبر) 2011

لم يكن من السهل أن يتواصل صدور «صوت الشعب» بدون توقف في وقت اختفت فيه عديد العناوين التي ظهرت بعد الثورة بسبب المنافسة وقلة الإمكانيات وسيطرة عقلية الربح والخسارة على المشهد الإعلامي الذي ما تزال تسيطر عليه «حيتان صحافية كبيرة» تريد «أكل الدنيا والتسحر بالآخرة».

وما كان لـ «صوت الشعب» أن تستمر لولا عزيمة وتضحية فريق صحفي آمن بالعمل وقرر رفع التحدي رغم كل الصعوبات. هذا الفريق الذي وجد كل الدعم من الأصدقاء والرفاق وخاصة من حزب العمال الشيوعي التونسي الذي وقف إلى جانب الجريدة ودعمها في وقت كادت أن تختفي فيه.

لقد راهنّا على فريق صحفي من المتطوعين الذين لم تكن غايتهم تحصيل المال بل المحافظة على هذه الجريدة التي صمدت في وجه الآلة القمعية طيلة ربع قرن لتشكل بذلك تجربة فريدة من نوعها في تونس.

لقد كنا قبل الثورة نعاني من المحاصرة والملاحقة البوليسية. فالكل يعلم أن العمل الصحفي المستقل والهادف كان يعتبر جريمة في عهد بن علي ويعاقب عليه بالسجن وبالحرمان من أبسط الحقوق، فما بالكم إذا كانت صحافة سرية وغير خاضعة للقوانين الفاشية التي أرساها نظام الدكتاتور لتقييد الصحافة وتلجيمها. وقد تعرّض العشرات من المناضلات والمناضلين إلى شتى أنواع القمع بسبب تمسكهم بهذه الجريدة السرية التي تحدت بن علي وجبروته وبقيت صامدة ولم تتمكن الآلة البوليسية رغم كل محاولاتها من كشف المطبعة التي كانت تطبع فيها هذه الجريدة أو الشبكة التي كانت تقوم بالكتابة فيها وترويجها. وهذا بسبب انضباط الرفاق والرفيقات وتقيدهم بتقنيات العمل السري وضوابطه الصارمة.

واليوم نحن نواجه مشاكل من نوع جديد لا تقل صعوبة عما كنا نواجهه في الماضي، وهو ما يتطلب من كل غيور على هذه الجريدة دعمها ومساندتها.وذلك بالكتابة فيها وترويجها والبحث عن مشتركين جدد وعن مؤسسات للقيام بالإشهار فيها.

وقد توجهنا بنداء إلى كل أصدقائنا ورفاقنا بإرسال مقترحاتهم وآرائهم بخصوص تطوير الجريدة وإثرائها حتى تقوم بمهمتها الإعلامية في أحسن الظروف. ونحن بصدد الإعداد لندوة سندعو إليها كل من يريد المساهمة في تطوير الجريدة. ونريد الإعداد الجيد لهذه الندوة حتى تكون منطلقا لمرحلة جديدة في تاريخ هذه الجريدة المناضلة والصامدة.

ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نشكر كل راسلنا أو هاتفنا أو زارنا في مقر الجريدة للتعبير عن مساندته وتشجيعه لنا، كما لا يفوتنا أن نشكر رفاقنا في الجهات على ما يبذلونه من مجهودات لترويج الجريدة والتعريف بها.

عبد الجبار المدوري



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني