الصفحة الأساسية > البديل العربي > يسقط الاحتلال، عاشت المقاومة
بمناسبة مرور عام على احتلال العراق :
يسقط الاحتلال، عاشت المقاومة
19 آذار (مارس) 2004

يمر اليوم عام على انطلاق الحرب العدوانية الأمريكية البريطانية على العراق. وقد انكشفت خلال هذا العام الأكاذيب التي استخدمتها واشنطن ولندن لشن هذه الحرب وفي مقدمة هذه الأكاذيب "امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل". واتضح بما ليس فيه شك أن الهدف الحقيقي للعدوان هو السيطرة على ثروات العراق النفطية واستخدام أراضيه قاعدة لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة بأسرها وفقا للمصالح الاستراتيجية للامبريالية الأمريكية وحلفائها وخاصة الكيان الصهيوني.

إن شعب العراق لم يجن من الحرب لا الديمقراطية ولا السلم ولا الرّفاه التي وعد بها الغزاة، بل جنى الاحتلال والتقتيل والإذلال وتدمير مقومات العيش الأساسية وتحطيم البنى التحتية للبلاد ونهب خيراتها وتخريب إرثها الحضاري والثقافي وتغذية النزعات الطائفية بين أبنائها بهدف تمزيق وحدتهم الوطنية.

وعلى عكس ما روّجه الغزاة قبل العدوان، لم يهلل الشعب العراقي بالاحتلال ولم يرضخ له بل هب منذ اليوم الأول إلى المقاومة التي ما انفكت تتجذر وتتسع وتلحق الخسائر الفادحة بالمحتل من أجل عراق حر مستقل وديمقراطي. وهو الأمر الذي وضع الغزاة وحلفاءهم في مأزق سواء في بلدانهم أو في الساحة الدولية حيث يتعاظم عدد الرّافضين للحرب والداعين إلى خروج قوات الاحتلال من العراق.

وليس خافيا أن جل الأنظمة العربية، ومنها النظام التونسي، كانت وقفت إلى جانب العدوان على العراق وزكّت كل الخطوات التي تلته رضوخا لضغوط الإدارة الأمريكية وطمعا في المساعدات وكذلك خوفا من خسارة السلطة. وهي لم تجن من موقفها هذا وكذلك من موقفها المخزي من حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد العصابة الصهيونية المجرمة بدعم من الإدارة الأمريكية والتي احتدت مع ضرب العراق سوى مزيد العزلة عن شعوبها وفقدان كل شرعية.

إن هذه الأنظمة تساق اليوم كالقطيع بعصا واشنطن من أجل الرضوخ لما تمليه عليها من "إصلاحات" في إطار ما يسمى بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي مهدت له الحرب على العراق والذي يهدف إلى إعادة ترتيب أوضاع المنطقة وفقا لما تقتضيه المصالح الاستراتيجية الهيمنية للامبريالية الأمريكية. وهي لا تبدي معارضة إلا فيما يمس بقاءها ناصحة واشنطن أن الشعوب العربية ليست "مؤهلة" للحرية والديمقراطية، في إشارة لما طالبتها به من "إصلاحات سياسية" بهدف احتواء نقمة هذه الشعوب والحيلولة دون خروجها عن الهيمنة الأمريكية.

في هذه الأجواء تنعقد في نهاية هذا الشهر القمّة العربية التي لن ينتظر منها غير تكريس نهج العمالة والخيانة الذي صارت عليه ولا تزال أنظمة الحكم ومحاولة التوحد على موقف يهدف إلى ثني واشنطن عن مواصلة الضغط عليها في ما يتعلق بموضوع "الإصلاحات السياسية" حتى لا يفتح باب جهنم عليهما معا.

إن حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يدين مجددا العدوان الامبريالي على العراق وما ترتب عنه من احتلال بغيض وتهديد لكافة شعوب المنطقة وتشديد للهجمة الصهيونية على شعب فلسطين، يحيِّي المقاومة العراقية مؤكدا أن لا حرية ولا ديمقراطية ولا سيادة ولا تقدم في ظل الاحتلال. وهو يدعو كافة القوى الثورية والديمقراطية والتقدمية في الوطن العربي إلى تأييد هذه المقاومة ونصرة الشعب العراقي في طموحه إلى الحرية والاستقلال. كما أنه يدعوها إلى التصدي لنهج الخيانة الذي تسلكه الأنظمة العربية وخصوصا فيما يتعلق بالعراق وفلسطين وإلى عدم الانخداع بالمشاريع الأمريكية والتعويل أساسا على نفسها وعلى شعوبها وعلى دعم شعوب العالم وقواه التحررية لتحقيق أهدافها المشروعة.

إن القوى الثورية والتقدمية في تونس مدعوة بدورها إلى تنشيط أشكال المساندة للشعب العراقي والشعب الفلسطيني ومقاومة تواطؤ نظام بن علي مع الإدارة الأمريكية ومشاريعها الهيمنية في المنطقة والتصدي لكل محاولات اختراق الحركة الديمقراطية والتقدمية من قبل أعوان تلك الإدارة بهدف احتواء نقمة الشعب التونسي المشروعة على الامبريالية الأمريكية.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني