طلب البوليس السياسي بقفصة من إدارات الكلّيات والمعاهد مدّهم بقائمة تحمل أسماء الطلبة أصيلي مدينة الرديف الذين يزاولون تعليمهم بها والذين تغيّبوا عن دروسهم قصد إمكانية معرفة مشاركتهم في التحرّكات الأخيرة.
ساءت كثيرا وضعية الأرامل المعتصمات بخيمة منذ أكثر من شهر أمام إقليم شركة فسفاط بأم العرائس، وهنّ عرضة أكثر من أي وقت مضى لشتّى التوعّكات الصحيّة ممّا استوجب نقل بعضهن إلى المستشفى المحلّي لأكثر من مرّة وخاصة أنّ بعضهنّ يعانين من أمراض مزمنة ومستعصية. يحدث هذا أمام صمت سلطويّ مطبق.
تمّ عزل معتمد "أم العرائس" ليلة 17 فيفري 2008. القادم الجديد صبيحة اليوم الموالي وجد في انتظاره حشدا كبيرا من الغاضبين ببهو المعتمدية حيث رفعوا أصواتهم عالية بشعار"التطهير، التطهير، لا علي بن طاهر ولا إسماعيل" في إشارة منهم إلى ضرورة إبعاد بعض رموز الفساد والثراء الفاحش، ذلك أن علي بن طاهر هو كاتب عام الجامعة الدستورية وعضو بمجلس النوّاب، أمّا إسماعيل فهو وكيل المقابيض بالمعتمدية.
أمام اكتظاظ معتمدية أم العرائس بمئات الأهالي اللذين يرغبون في حل ملفاتهم التشغيلية اضطر معتمد أم العرائس الجديد محاورة أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في مركز للشرطة.
عرفت بعض معاهد القصرين المدينة صبيحة يوم 20 فيفري 2008 تململا في صفوف التلامذة تمثل في بعض التجمعات ورفع بعض الشعارات المندّدة بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المُسيئة للرسول.
أفاق أهالي القصر- قفصة صبيحة 20 فيفري 2008 على بعض الشعارات السياسية المكتوبة على جدران أكبر مدرسة ابتدائية بهذه المنطقة. وقد سارع بعض أعوان البلدية بمرافقة فريق من البوليس بإعادة طلاء الجدران الخارجية. هي ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها مثل هذا الفعل.
تسلّم معتصمو نزل بسمة بتوزر جراية شهر واحد من المدّة الطويلة لإيقافهم عن العمل مقابل فكّ الإعتصام ورفع الخيمة، لكنهم رفضوا، علما وأنّ هذه "اللفتة" لم تتمّ إلاّ بعد زيارة وفد فرع نفطة/توزر للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بداية الأسبوع الحالي.
لم يبق من خيام أم العرائس الكثيرة سوى خيمة الـ11 أرملة وخيمة المعتصمين بالإتحاد المحلّي للشغل. الأرامل رفضن العودة إلى منازلهن دون تحقيق مطالبهن ومثلهن أصرّ أصحاب الشهائد العليا المعطّلين عن العمل.
رغم الهدنة تكثف الطوق البوليسي حول الرديف وأصبح الدّخول أو الخروج منها خاضعا للتثبّت في الهويّات كما لجأت بعض فرق أمن الدولة إلى التحوّل لبعض المنازل بحثا عن نشطاء من النقابيين والمعطّلين، ويبدو أن دوائر البوليس قد أعدّت قوائم في المبحوث عنهم.
أقرّت كلّ النقابات عدا نقابتي المنجم في اجتماع بالإتحاد المحلّي للشغل بالرديف الدخول يوم الخميس 21 فيفري 2008 في إضراب عام بيوم احتجاجا على قرار الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة المتمثل في تجميد السيد عدنان الحاجّي، عضو الإتحاد المحلّي بالرديف والكاتب العام للنقابة الأساسية لنقابة المعلمين، عن النشاط النقابي. ومن المنتظر أن يشمل الإضراب كلّ مظاهر الحياة التجارية بهذه البلدة.
تميّزت مسيرات الرديف يوم 19 فيفري 2008 بترديد شعارات كثيرة ضدّ الفساد النقابي وخصوصا ضدّ عمارة العباسي أحد رموز الفساد والثراء على حساب الشغّالين والفقراء. نفس الغضب والسخط ساد التجمّع الحاشد ببهو الإتحاد حيث أجمع كلّ المتدخّلين بما فيهم حسن بن عبد الله منسق اللجنة المحلّية للدفاع عن أصحاب الشهائد العليا المعطّلين عن العمل على إدانة قرار الاتحاد الجهوي الجائر ودعوا إلى الإسراع بالتخلّي عنه.
تتواصل منذ الجمعة 15 فيفري 2008 زيارة الأمين العام للتجمع لمدينة قفصة لبذل قصارى جهده لحلّ أزمة الحوض المنجمي حيث أجرى لقاءات مارطونيّة مع مسؤولي الجهة كما أشرف صباح الأحد 17 فيفري 2008 على أشغال المجلس الجهوي.
إبتداء من يوم الجمعة 15 فيفري تضاعفت الضغوطات المفروضة على محتجّي أم العرائس لطيّ خيامهم والكفّ عن التحرّكات وصلت حدّ السّب والشتم والتهديد، كما حاول رئيس بلديّة المكان عثمان السعيدي قلع إحدى الخيام بالقوّة ممّا عرّضه للضّرب والسقوط أرضا.
هُــدّد المسؤولون الحزبيّون في "التجمع" بجهة قفصة بعدم تجديد مواقعهم الحزبيّة والبرلمانية والنّقابيّة ما لم يتوصلوا إلى فـكّ الاعتصامات القائمة في أسـرع وقت، ممّا جعلهم يلجؤون إلى كـل الأساليب القذرة لإثناء المُحتجّين على مواصلة تحرّكاتهم.. ولكن لا من مُجيب...
نصب أكثر من ثلاثين رجلا وامرأة في مركز السّكك الحديديّة بمدينة المتلوّي مشانقَ أمام خيامهم مُهدّدين بالانتحار في صورة محاولة طردهم أو الاقتراب منهم لقلع خيامهم...
انعقد يوم السبت 16 فيفري بمقر جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدّمي لقاء تضامني مع مــحتجّي الحوض المنجمي ومساندة للطلبة الموقوفين والمحاكمين والمطرودين عبّر فيه الحضور عن مساندتهم المطلقة لضحايا المظالم، كما جرى نقاش ثريّ حول أسباب وآفاق احتجاجات المنجميّين وتفاعلات المجتمع المدني والسّياسي معها، ولم يخل هذا النّقاش من بعض الأفكار المثيرة للجدل على غرار الدعوة لتغيير بعض الأشكال النّضاليّة المعتمدة مثل شلّ الأنشطة الفسفاطيّة لما تكلّفه من خسائر باهظة؟ ممّا فُهم على أنّه دفاع على شركة الفسفاط وتبرئتها من الأزمة القائمة.
على غرار أيّام الآحاد الماضية انطلقت صباح 17 فيفري من مقر الإتحاد المحلّي بالرديف مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة وأنهجها رُفعت فيها جملة من الشّعارات المنادية بحقّ الشغل والمندّدة بسياسات الإقصاء والتهميش، ثم عادت إلى مكان بدايتها حيث أقيم مهرجان خطابي مع العلم أنّ قوّات من البوليس السياسي يتقدّمها مدير إقليم شرطة قفصة حاولت منع تحرّك المسيرة ممّا تسبّب في حدوث صدامات أجّجت غضب المتظاهرين.
مع السّاعـة الحادية عشر من مساء السبت 16 فيفري أدّى عضوي مجلس النوّاب عن التجمّع زيارة إلى أصحاب الشهادات في خيمتهم بالإتحاد المحلّي للشغل بأم العرائس، وبعد ساعة ونصف من النّقاشات حملا جملة مطالب المُحتجّين وغادرا المكان.
منذ مساء السّبت 16 فيفري طويت الخيام بمدينة أم العرائس بعد اتّفاق يُمهل السلطة يومين لتحقيق المطالب، لكن تواصلت في المقابل مظاهر شلّ النّشاط الفسفاطي مع تواصل خيمة الأرامــل وخيمة المعطلّين.
بعد أكثر من 5 أسابيع على انطلاق الاحتجاجات بالمناطق المنجمية عرفت معتمدية المتلوي صباح الثلاثاء 12 فيفري، لأول مرّة انطلاقا للاحتجاجات تمثل في نصب الخيام على مستوى الإنتاج الفسفاطي "كاف شفاير" ومغاسل وسط المدينة وعلى السكك الحديدية لتصاب أهمّ مراكز الإنتاج في الجهة بالشلل بعد أن كانت تعوّض ولو نسبيّا الخسائر الحاصلة في الرديف وأم العرائس. ويمثّل هذا الانتقال إلى أكبر معتمديات الحوض المنجمي سكّانــــــا وأهمية اقتصادية فشلا لسياسة التجاهل وتأكيدا لمشروعية المطالب التي يرفعها آلاف الأهالي منذ 5 جانفي الماضي.
التقى 20 من أصحاب الشهائد المعطّلين مع معتمد أم العرائس صباح الثلاثاء 12 فيفري .وقد تركّز اللقاء بصفة أساسية على مصير مطالبهم المزمنة المتمثّلة في التشغيل القارّ والعمومي.
وكعادته تحدّث المسؤول مطوّلا عن آليات التشغيل الهشّة التي قوبلت على الدّوام بالرفض. كما تساءل وفد أصحاب الشهائد عن أسباب امتناع السلط عن مفاوضة المعتصمين بالاتحاد المحلي للشغل واستفسروا عن وجود مطالب تشغيل رسمية تقدّم بها البعض سابقا مرمية في إحدى مزابل المدينة!!! وختموا اللقاء بأحقية البعض منهم بتكوين شركة مناولة جماعية تنوي وزارة البيئة والتهيئة الترابية بعثها بمدينتهم.
أقدم مالك نزل بسمة بمدينة توزر على إغلاقه منذ أشهر عديدة، وبالرغم من كلّ محاولات عمّاله وموظفيه ثنيه عن هذا الإغلاق الذي يقطع أرزاقهم فإن النزل المذكور مازال على حاله لمدّة فاقت الــ7 أشهر. وبعد نفاذ صبر العمّال وتدهور أوضاعهم لجؤوا إلى الاعتصام يوميّا لمدّة تقارب 4 ساعات. ومن المؤسف أن تحرّكاتهم تتمّ وسط صمت الإتحاد الجهوي للشغل بتوزر، وحده البوليس يواضب على الحضور للمراقبة والترويع.
يبدو أن عدوى الخيام قد انتقل إلى جهة توزر، ذلك أنّ مطرودي نزل بسمة المغلق منذ أشهر قد عمدوا يوم الأحد 17 فيفري 2008، إلى نصب خيمة أمام النزل المذكور للمطالبة بحقهم في العودة إلى شغلهم. وقد زار وفد من فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بجهة توزر/نفطة المعتصمين يوم 19 فيفري 2008 وعبّروا لهم عن تضامنهم مع قضيتهم العادلة.
اعتصم يوم الثلاثاء 12 فيفري بمعتمدية السند مناضلا اللجنة المحلّية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطّلين عن العمل بزانوش وهما خليفة الردّاوي وزكية عمروسية بعد أن عقدا إجتماعا فاشلا مع المعتمد لم يفض لحلّ مقبول يتصل بحقهما في العمل.
كنّا في مرة سابقة عبّرنا على أعمدة البديل عن تخوّفنا من إمكانية لجوء وزارة التربية والتكوين إلى قرار تعسّفي يقضي بحرمان المعلمين المتربصين الذين شاركوا في إضرابات السنة الماضية من ترسيمهم. وقد حملت الأيام تأكيدا على هذا التخوّف إذ تمّ الإشعار الرسمّي للمعنيين في ولايات القصرين (13) وصفاقس (47) والقيروان(22).
أصدر أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل بأم العرائس بيانا إعلاميا بتاريخ 11 فيفري 2008 يردّون فيه على اتهامهم من قبل بعض العناصر الانتهازية بـ"تسييس القضيّة وركوب الأحداث لأغراض أخرى"، معتبرين أنّ تلك التهم ليست " إلاّ دليــلا جديدا على السعي إلى إقصاءهم وتجاهلهم وتحييدهم وجعل قضيّتهم العادلة آخــر الإهتمامات مع البحث المتواصل عن الأعذار والتّبريرات الواهية لذلك". كما أكدوا مجدّدا أنهم "متمسّكون بحقهم في التمتع" بالمشاريع الاقتصادية في الجهة مندّدين بـ"اقتصارها على أصحاب النفوذ المالي والإجتماعي".
تم يوم الجمعة 15 فيفري 2008 إجراء مؤتمر النقابة الأساسية بقبلي الشمالية للتعليم الثانوي بإشراف عضوي النقابة العامة زهير المغزازي والطيب بوعايشة، وقد تقدمت لهذا المؤتمر قائمتان مستقلتان فشلت كل الجهود في توحيدهما على قاعدة نضالية ديمقراطية، وهو أمر سعى إليه العديد من المناضلين النزهاء في الجهة والقطاع. و قد أسفرت الانتخابات على صعود المكتب التالي: حسين بريكي - رضا لاغا-علي بوبكر - وناس فرج الله - ابراهيم بن خالد - على فرعوني - حسن حشاني.