الانتخابات الرئاسية الفلسطينية

جرت يوم الأحد 9 جانفي الجاري الانتخابات الرئاسية الفلسطينية. وحسب النتائج الرسمية فقد فاز في هذه الانتخابات مرشح حركة "فتح" محمود عباس (أبو مازن) بنسبة 62,32% من بين 7 مشاركين وهو رقم لا يمثل أكثر من 45% تقريبا من الناخبين الفلسطينيين نتيجة مقاطعة قطاعات هامة من الشعب الفلسطيني لهذه الانتخابات التي تجري في ظروف الاحتلال الصهيوني الغاشم؟ وقد جاء في المرتبة الثانية مرشح "المبادرة الوطنية" مصطفى البرغوثي الذي حصل على أكثر من 18% من الأصوات، مع العلم أن هذه النتائج ليست نهائيـة رغم طابعها الرسمي. وقد سارع كل من شارون وبوش بتهنئة عبـاس ومطالبته بتحمل مسؤوليته في "وضع حد للإرهاب"، أي وقف عمليات المقاومة، مع التظاهر بالاستعداد لـ"تقديم العون إليه" و"مساعدته على القيام بمهامه" وليس خافيا أن مراهنة شارون وبوش على محمود عباس مرتبطة بمواقفه من الانتفاضة التي عبّر عن معارضته لها وخصوصا معارضة تسليحها، وبتفضيله "نهج التفاوض" على نهج المقاومة اعتقادا منه أن التفاوض مع العدو الصهيوني كفيل بتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة‍‍‍!!

ومهما يكن من أمر فإن القادم من الأيام سيكشف النهج الذي سيتبعه محمود عباس. ولا نخال أن يديه ستكونـان طليقتين للقيام بأي مساومة على حساب الحقوق الوطنية الأساسيـة للشعب الفلسطيني. فهذا الشعب قادر على إفشال مثل هذه المساومة كما أفشل في السابق كل المناورات الداخلية والخارجية المعادية لمصالحه الوطنية. وسيكون لنا عودة إلى هذه الانتخابات في العدد القادم.