الصفحة الأساسية > نصوص ومنشورات أخرى > الباعة في نهج بومنديل يحتجّون

الباعة في نهج بومنديل يحتجّون

الاثنين 11 حزيران (يونيو) 2007

ما فتئ نهج سيدي بومنديل الذي ينتصب غير بعيد عن شارع السيادة بالعاصمة يشهد حالة من التوتر بين الباعة المنتصبين ببضاعتهم زهيدة الثمن من جهة، وبين أعوان الشرطة الذين يرصدونهم كي يحجزوا بضاعتهم. ومع حالة الكر والفر يمرّ يوم الباعة الشاق، ليحصدوا في ختامه بعض الملاليم التي يذهب بعضها رشوة إلى أعوان التراتيب البلدية، وهي لا تسمن ولا تغني من جوع.

لكن يوم الاثنين 11 جوان الجاري كان مختلفا حيث هاجم فيلق من أعوان البوليس الباعة وعاث فسادا في بضائعهم حجزا وبعثرة وإتلافا... وتمّ إيقاف العديد من الباعة وهم شبّان انسدّت أمامهم السبل ولم يبق لهم من منفذ سوى "الانتصاب للحساب الخاص". إلاّ أن ردّة الفعل قد فاجأت البوليس وأذهلته، حيث تجمّع العشرات من الباعة بعد أن تسلّحوا بما ملكت أيمانهم من عصيّ وقضبان حديد وهاجموا الأعوان الذين فرّوا في الأزقّة والأحياء المجاورة وطلبوا التعزيزات من قوّات التدخل التي حضرت في الحال لكن دون جدوى، فقد ربح الباعة المعركة مرّة أخرى وفرّت وحدات التدخّل، وبقى أصحاب الحق والمدافعين عن كرامتهم وكرامة المعدمين، يسيطرون على نهج سيدي بومنديل وأزقّته. وحتى تتمكّن قوّات البوليس من السيطرة على الوضع تمّ غلق كل الدكاكين الموجودة بالنهج بما فيها تلك التي يمتلك أصحابها رخصا من بلديّة المنطقة. كل ذلك تمّ تحت مراقبة سيارات تابعة لقوات الجيش الوطني؟؟؟

مرّة أخرى يقدّم نظام بن علي الدليل على فشل خياراته الاجتماعية، ومرّة أخرى يقيم أبناء الفئات الكادحة الحجّة على "بلد الرفاهة والأمن والأمان"، "بلد الخير الدائم"، الذي لا يرون من خيره إلاّ ما نهبته المافيا النوفمبرية، ولسان حالهم يغنّي مع الأزهر الضاوي "مْتَاعِي ومَالِي جِيُوبْ الغِيرْ..."، كما أنهم يدقون نواقيس الخطر، منبّهين إلى المصير الذي ينتظر البلاد إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

ملاحظة عابرة: ما دخل قوات الجيش في احتجاج الباعة؟؟
أليس هذا مؤشرا على الاتجاه الخطير الذي قد تنزلق فيه البلاد؟!!


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني