الصفحة الأساسية > البديل الوطني > المقاربة في سوق الشعارات

المقاربة في سوق الشعارات

الثلاثاء 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

تطالعنا من حين لآخر بعض الأقلام في الصحف الصفراء بتغنيها بالإنجازات التي حققتها تونس "الرائدة" في مجال حرية الصحافة بما تمثله من سلطة رابعة وما يترتب عنها من حرية التعبير والنشر... غير أن المثقف في المشهد الإعلامي "منيع" من تصديق مثل هذه الادعاءات الواهنة حيث يكشف الواقع التونسي يوميا عديد التجاوزات والانتهاكات في حق الصحفيين (الفاهم بوكدوس، زهير مخلوف، توفيق بنبريك...) وإسكات الأصوات الحرة وتكبيل الأقلام الرافضة للتهميش والقمع الذي يعانيه الشعب التونسي والذي أصبح يحتل الصدارة عالميا ليس بـ"إنجازاته البهلوانية" و"مبادراته الفذة"؟ بل يتميز بحالة الانفصام التي يعيشها، فهو يصدق الشعارات التي تطلقها أبواق الدعاية حينا وينتقدها أحيانا أخرى ولكن ليس علنيا بطبيعة الحال، بل من خلال ردود أفعاله العنيفة إن كان في الملاعب الرياضية والتي أصبحت مجالا لتفريغ الكبت ومرتعا للعنف اللفظي والمادي وهمجية أرجعتنا إلى القرون الوسطى من خلال تكريس الثقافة المائعة التي تمررها وسائل الإعلام التابعة للعائلة المالكة والتي أصبحت فيها المضاربة بالشعارات والبرامج الفارغة من كل محتوى ثقافي الخبز اليومي لهذه القنوات مستغلة أشباه المثقفين الذين اتخذوا من الوقوف على البروة منهجا ومتجاهلين معاناة وآلام أبناء الشعب خدمة لمصالحهم الضيقة.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني