الصفحة الأساسية > البديل الوطني > تدمير الآثار لمقاومة الإرهاب !

تدمير الآثار لمقاومة الإرهاب !

السبت 10 آذار (مارس) 2007

راسلت بعض الجمعيات التراثية بولاية قفصة بعض الصحف والسلط المعنية لمنع أي تدخّل بالتشويه أو الإزالة لبعض المواقع الأثرية والمعالم التاريخية بالجهة بعد أن تناهى إلى علمهم نية السلط استهداف المغاور البربرية بالسند والعيايشية وبرج الورمية بقمة جبل عرباطة بالقطار (18 كلم عن قفصة والذي يشرف على كل الطرق المؤدية إلى المدينة والذي استعمل كمركز مراقبة زمن الاستعمار الفرنسي) وذلك بحجة أنها قد تكون مأوى للمجموعات الإرهابية والإجرامية. كما حاججو بملكيتها للدولة كي يحلو لهم التصرف فيها. وإن كان المهتمون بالتراث وصيانة المدينة يبدون تخوفا من أن يتجاوز الأمر مرحلة النيات فإنهم يبدون قلقا أكبر إذ تجاوز الأمر مدينة قفصة إلى مدن أخرى. ومهما كانت تبريرات وتفسيرات كل الأطراف فإن مسألة التراث خط أحمر لا يقبل الخوض فيه أو نقاشه أو التعرض له بالإزالة الجزئية أو الكلية.

إن هذه المغالاة في "محاصرة الإرهاب وتطويقه" تستوجب الملاحظات التالية:

- إن أحداث ديسمبر 2006 وجانفي 2007 بالرغم من تداعياتها الخطيرة، فإنها لا تعدو أن تكون واقعة صغيرة تطلبت علاجا أمنيا موضعيا يصبح من الخطأ النفخ فيه وتضخيمه.
- أن المعالجة الأمنية وحدها لا تخلق إلا استفزازا أعمى للإرهاب نفسه، يقوى به ويشتد/ باعتبار أنه ولئن ارتبط في جزء هام منه بأجندا خارجية، فإنه يترعرع من استمرار السلطة في إقصاء مكونات المجتمع المدني والسياسي عن القيام بواجباتها في تأطير المواطنين والشبان منهم بالخصوص.

لذلك فإن بلادنا لن تحرز تقدما تنمويا ولا استقرارا أمنيا إلا متى فتحت خياراتها على الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والإعلامي واعتبار المجتمع شريكا فعالا في بناء الوطن.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني