"البيان الشيوعي" هو أحد أهم مؤلفات كارل ماركس (1818-1883) وفريدريك انجلز (1820-1895) وأكثر الأدبيات الاشتراكية انتشارا. وتكمن أهميته التاريخية في أنه احتوى لأول مرة على عرض في منتهى «الوضوح والدقة العبقريين» حسب عبارة لينين للنظرية الماركسية أي نظرية الاشتراكية العلمية.

وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن ونصف على ظهور "البيان" فإن التعاليم الأساسية الواردة فيه – ماعدا بعض التفاصيل ذات الصبغة الظرفية – ما تزال تكتسي أهمية بالغة، لفهم قوانين المجتمع الرأسمالي، والإلمام بملامح المجتمع المستقبلي، الشيوعي، الذي تنشده الإنسانية المضطهدة.

وتزداد تعاليم إبداع ماركس وانجلز أهمية في ظروف الأزمة الحالية التي تنخر العالم البورجوازي–التحريفي منذ ما يزيد عن العقد، هذه الأزمة التي تؤكد مرة أخرى عجز الرأسمالية على تحقيق الرفاهيّة المادية والمعنوية للكادحين، وتجنيب الإنسانية الكوارث وتوفير أفضل الظروف كي توجّه – أي الإنسانية – جهدها كاملا لتطوير قدراتها العلمية والتقنية لتصبح سيدة الطبيعة وتتحرر من ضغوطاتها وجبروتها.

وبما أن شهر فيفري يوافق ذكرى صدور "البيان الشيوعي" (6 فيفري 1848) وبالنظر إلى أنه لم يسبق – حسب علمنا – تعريبه وطبعه ونشره في تونس، فقد ارتأينا استغلال هذه المناسبة لسد هذا الفراغ. وقد تم السعي في هذه الترجمة، التي اعتُمِد فيها على النص الفرنسي الذي نشرته دار التقدم-موسكو، في المؤلفات المختارة لكارل ماركس وفريدريك انجلز، الجزء الأول، على تلافي النقائص التي شابت الترجمات السابقة المنجزة من قبل نفس الدار، ومن قبل عدّة دور نشر مشرقية.

فعسى أن يكون هذا العمل إضافة متواضعة للجهود المبذولة للتعريف بالفكر الاشتراكي العلمي ونشره في ربوعنا لإزالة العديد من الماقبليات التي يلعب الجهل بالمصادر الأصلية دورا هاما في تغذيتها ورواجها.

حمّة الهمّامي
تونس - فيفري 1986