الصفحة الأساسية > بديل الشباب > بيـان إلى الطلبة
اتحاد الشباب الشيوعي التونسي:
بيـان إلى الطلبة
تشرين الأول (أكتوبر) 2004

في ظل ظروف آخذة في التعقيد والصعوبة، عاد 256 ألف طالبة وطالبا إلى كلياتهم ومعاهدهم العليا وقد أنهكهم غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني للأسعار مثل معاليم الترسيم والتنقل والكراء واللوازم الجامعية المختلفة… وهو ما عقـد حياة الأغلبية الساحقة منهم سليلي الطبقات الشعبية المنهكة بالعوز والفقر الناتج عن طبيعة الاختيارات اللاشعبية التي تتبعها السلطة القائمة والتي لا تزيد الفقراء إلا فقرا.

إن نصيب الطلبة من برامج السلطة لم ولن يكون إلا مزيدا من الغلاء الفاحش لمعاليم الدراسة التي تتراوح بين 32 دينار و200 دينار وهو ما يعتبر وأدا نهائيا لكذبة مجانية التعليم التي يسفهها الواقع، فمن جملة عدد الطلبة المذكورين لا يتمتع بالمنحة الجامعية إلا 91.277 (35,06%) والقرض الجامعي إلا 4027، وقد استعاضت الدولة عن ذلك بتمكين 15 ألف طالبا بما يسمّى "المساعدة الاجتماعية" التي فضلا عن ضعفها فإنها تستغل للاستقطاب السياسي للحزب الحاكم ولشراء الضمائر وتحويل الطلبة إلى مخبرين ووشاة. كما لا يتمتع بالسكن الجامعي إلا 61619 (24,07%) في إطار تخلي الدولة عن دورها الاجتماعي وبذلك تكون قد شرّعت الأبواب أمام الرأسمال الخاص الذي أصبح يستقطب 10131 طالبا في انتظار 8 آلاف سرير جديد في طور الإنجاز. ولا يخفى على أحد الظروف المقرفة التي يعيش فيها مرتادو هذه المرافق الخاصة، إذ أنه لا همّ لأصحابها إلا الربح الذي يجب تحقيقه بكل الوسائل والأشكال (السرير الواحد يتراوح بين 35 و90 دينار). علما وأن السلطة هي الآن بصدد إعداد الأكلة الجامعية للخوصصة!! بعد أن خوصصت التعليم والسكن وبذلك يتحول قطاع التعليم العالي الذي من المفروض أنه قطاع استراتيجي يتوقف عليه المستقبل المعرفي للشعب، إلى مرتع للاستثمار الخاص مثله مثل كل قطاعات الإنتاج.

أيها الطالب،

إن ما زاد الطين بلة وجعل السلطة تتقدم في تطبيق برامجها المملاة من طرف الصناديق الامبريالية النهابة، هو استقالة عدد كبير منكم عن النضال والحال أنه هو وحده الذي يمكنكم من الدفاع عن مصالحكم وحقكم في حياة طلابية لائقة تتوفر فيها مجانية التعليم وديمقراطيته وشعبيته وعلمانيته فضلا عن الثقافة الوطنية، التقدمية والملتزمة، في إطار فضاء جامعي حر يمارس فيه الحق النقابي والسياسي والثقافي ولا وجود فيه لقوات القمع البوليسي التي يمثل وجودها اعتداء على حرمة الجامعة وشرف الجامعيين.

إن هذه المحاور ممكنة التحقيق لو اتحدت الإرادة الطلابية وانخرطت في حركة نضالية واسعة ذات برنامج موحد هو البرنامج النقابي الديمقراطي الذي تتولى المنظمة الطلابية: الاتحاد العام لطلبة تونس تأطيره والتعبير عنه خاصة بعد إنجاز المؤتمر الأخير وإفراز قيادة ممثلة ومناضلة.

أيها الطلاب، يا ورثة الأمجاد:

إن الحركة الطلابية مطالبة ومؤهلة أكثر من أي وقت مضى للربط مع تاريخها المجيد للقيام بدورها في الدفاع عن مطالبها ومطالب عموم الشعب عبر تنظيم حركة النضال الطلابي الجماهيري التي تطرح بوضوح مشاغل آلاف الطلبة: حقكم في السكن والمنحة للجميع طيلة سنوات الدراسة وأكلة صحية في فضاءات لائقة، حقكم في تعليم مجاني ذي مضامين تقدمية وعلمانية، ومن أجل إخلاء الجامعة من البوليس وتنظيم الممارسة الديمقراطية داخل الكليات من خلال تمتيع الهياكل المنتخبة بالسلطة التقريرية وإشاعة الانتخاب في كل مستويات القرار.

إن الانخراط في هذا النضال لن يكتب له النجاح إذا لم يرتبط بنضال الحركة الشعبية والتقدمية من أجل الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والتقدم. إن دور الطلاب حتمي وأكيد في النضال ضد الدكتاتورية النوفمبرية التي تستعد لموعد آخر مع تزوير الإرادة الشعبية عبر المهزلة الانتخابية ليوم 24 أكتوبر القادم والتي لن تكون إلا انتهاكا جديدا لحق الشعب في اختيار حكامه بحرية.

إن وحدة الأطراف السياسية التقدمية هي خطوة ضرورية لإذكاء جذوة النضال داخل الجامعة وخارجها، إن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي لن يدخر أي جهد في هذا المسعى، فلنكن جميعا في صدارة النضال.

اتحاد الشباب الشيوعي التونسي

أكتوبر 2004


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني