الصفحة الأساسية > بديل الشباب > تقرير موجز حول وضعيّة الناشط الطلابي محمد السوداني
الجمعيّة التونسية لمقاومة التعذيب:
تقرير موجز حول وضعيّة الناشط الطلابي محمد السوداني
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009

محمد السوداني، الطالب المطرود من الجامعة لأسباب نقابيّة، يعدّ من أبرز النشطاء النقابين في الجامعة التونسية ضمن الاتحاد العام لطلبة تونس، وقد سبق وحكم ضدّه بالسجن بتهم ملفقة. وفي السنة الجامعيّة الفارطة 2008-2009، شنّ السوداني رفقة طلبة مطرودين آخرين من الجامعة، إضرابا عن الطعام دام قرابة خمسون يوما للمطالبة بإرجاعهم إلى الدراسة، إلاّ أن وزارة التعليم لم تستجب لمطالبهم.

وبتاريخ 22 أكتوبر 2009 مساءا أجرى محمد السوداني حوارا مع إعلاميين أجانب حول وضعيّته وما يمارس ضدّه، وعلى الإثر تم إيقافه داخل القطار المتوجه إلى منطقة حمام الشّط من طرف خمسة أعوان شرطة بالزّي المدني، ثلاثة منهم كانوا يراقبونه بالفندق حيث كان يجري الحوار الصحفي. وقد انهال عليه الأعوان ضربا وركلا ولكما أمام أنظار المسافرين، وقد ذكر السوداني أن بعض المسافرات أصابتهم حالة من البكاء والهستيريا والإغماء.

وبمحطة جبل الجلود أنزل السوداني وأجبر على ركوب سيارة بها ثلاثة أعوان انهالوا عليه عنفا رغم مخلفات التعنيف بالقطار، ومنها نقل إلى مركز نهج شارل دي غول بوسط العاصمة، وقد أنزل بمكان قريب منه وسيق إلى المركز وهو يتعرّض إلى الضرب والتعنيف أمام أنظار المواطنين وثيابه ممزقة مع السب والشتم المتواصلين. وبفعل ذلك أصيب السوداني برضوض بليغة على مستوى الضلوع وقد نقل إلى المستشفى في حدود الرابعة فجرا وأجريت له أشعة ومنح وصفة أدوية ووصلا في شهادة طبية.

وأضاف السوداني أنه بقي بحالة احتفاظ لمدّة يومين وفي عزلة تامة إلى حين نقله إلى سجن المرناقية أين تم عرضه على الطبيب بعد مطالبته بالعلاج جراء ما لحقه من تعذيب. وفي الأثناء ظلّ مصير محمد السوداني مجهولا لدى الرأي العام، لأن الشرطة لم تقم بإعلام عائلته بإيقافه مثلما يقتضي ذلك قانون الإجراءات الجزائية التونسي.

وقد شنّ نشطاء حقوقيون وإعلاميون حملة دولية واسعة للتضامن مع السوداني والمطالبة بالكشف عن مصيره إلى أن تم إعلام عائلته يوم 09 نوفمبر 2009، بأنه موجود بسجن المرناقية، وقد اتضح لاحقا أن السوداني قد أحيل على محكمة الناحية بتونس يوم 24 أكتوبر 2009، ضمن القضية عدد 96937 بتهم الاعتداء على الأخلاق الحميدة والسكر الواضح وإحداث الهرج والتشويش، وقد قضي بالسجن لمدّة أربعة أشهر نافذة. وذكر السوداني لمحاميه أن تلك التّهم ملفقة وأنّه رفض الإمضاء على محاضر البحث وأنه تحصّن بقانون الصمت احتجاجا على سوء معاملته وتعذيبه.

وينتظر أن يمثل السوداني أمام جلسة الاستئناف يوم 3 ديسمبر2009 بمحكمة تونس. ويذكر أن السوداني متابع أمام المحكمة الابتدائية بالمهدية لجلسة يوم 2 ديسمبر 2009 كما سبق وصدر ضده حكم أمام ناحية المهدية وهو محل استئناف حاليا، وكل ذلك على خلفية نشاطه النقابي الطلابي بجهة المهدية ضمن هياكل الاتحاد العام لطلبة تونس.

تونس في: 30 نوفمبر 2009

الجمعيّة التونسية لمقاومة التعذيب


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني