الصفحة الأساسية > بديل الشباب > سنة للشباب أم للقضاء عليه؟
عمار عمروسية:
سنة للشباب أم للقضاء عليه؟
19 كانون الأول (ديسمبر) 2010

تجنّدت وسائل الأعلام الرسمية ومن يدور في فلكها منذ صبيحة يوم السبت 18 ديسمبر الجاري للإشادة بعبقرية "الرئيس بن علي" في معالجة قضايا الشباب ونجاحه في عولمة مقترحه من خلال مصادقة الأمم المتحدة على جعل السنة 2011 للشباب.

ومن المفارقات العجيبة أن يتزامن هذا النعيق بهجوم كاسح يشنّه النظام القائم، على شرائح واسعة من الشباب في قطاعات مختلفة وجهات عدّة ممّا يعطي مشروعية ليس فقط لتساؤلنا السابق وإنما معقولية لفهم مناقض لما يزعمه الخطاب النوفمبري.

كيف ذلك؟ والوقائع عنيدة كما يقال، ذلك أن أوّلا: الشباب الطلابي الذي يناهز عدده 400 ألف طالب ليس محروما من حقه في التنظيم النقابي داخل الاتحاد العام لطلبة تونس، وإنما محاصر بمشاكل مادية وتعليمية متزايدة. كما أن إطارات تنظيميه النقابي عرضة، إمّا لتلفيق القضايا والاعتقال وإمّا للاعتداءات الجسدية بواسطة الهراوات وسكاكين شبيبة الحزب "الحاكم" مثلما حدث في كليات عديدة بالبلاد (رقادة القيروان، سوسة، إلخ.) في الأيام القليلة الماضية.

ثانيا: المعطلين، لم تغنم هذه الشريحة طوال العقدين الماضيين سوى الوعود الزائفة. فآفة البطالة في تفشّي مطرد. بل يمكن الجزم أنها أضحت برميل بارود قابل في أيّ وقت وتحت أيّ سبب للانفجار في وجه النظام.

ومعلوم أن "حكم بن علي" نجح بامتياز في توسيع القاعدة البشرية "للمعطلين" الذين حال القمع البوليسي دون تطوّر حراكهم الاجتماعي وتوقهم نحو التنظم في "اتحاد المعطلين" و"لجان الدفاع".

فالسلطة التي تفاخر بعبقرية "رئيسها" هي من جعلت "سنة الحوار مع الشباب" واجهة لإخفاء حقيقة تعاملها مع هذه الشريحة، وعلى الأخص طالبي الحقوق مثلما حدث أثناء انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 و"فريانة" و"الصخيرة" و"بن قردان" و"سيدي بوزيد" هذه الأيام.

فالحوار في عرف السلطة لم يخرج عن إطار "العصا الغليظة" والتنويع في استعمال القوة التي تعددت ضحاياها. فالشهيد "هشام بن جدو" أصيل معتمدية "تبديت" بالرديف تم الحوار معه يوم 5 ماي 2008 بواسطة صعقة كهربائية. و"الحفناوي المغزاوي" و"عبد الخالق عميدي" بواسطة الرصاص الحي في 6 جوان من نفس العام. أمّا المئات الآخرين من بينهم "حسن بن عبد الله" و"الفاهم بوكدوس" فالحوار معهم تم بتسخير القضاء لتصفية الحساب معهم ورميهم في غياهب السجون.

عمار عمروسية


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني