الصفحة الأساسية > إلى الأمام > سلسلة جديدة - عدد 2
الشباب .. أمل المستقبل، الإمبريالية خطر العصر .. وعائق لتقدم البشرية
4 أيار (مايو) 2004

احتفل الشباب في تونس وفي العالم يوم 24 أفريل الماضي باليوم العالمي لمناهضة الامبريالية والاستعمار.

ذات يوم في الستينات أنزلت الامبريالية الأمريكية جحافل من قوات المارينز في أحد موانئ جمهورية الدومينيك لقمع انتفاضة الشعب هناك ضد الدكتاتورية الحاكمة. وهي المرة الثانية التي تقوم فيها بمثل هذا الانزال في بحر خمس سنوات ( 1960-1965).

ولأن العالم كان غير عالم اليوم أفضى نضال الشباب في العالم إلى اعتبار ذلك اليوم ذكرى يحييها كل سنة للتعبير على مناهضة الامبريالية والاستعمار ولمساندة حركات التحرر.

ومنذ ذلك الوقت دأبت الشبيبة على إحياء هذه الذكرى للتأكيد دوما على هذه المبادئ وللإشارة إلى أن الأمل في مستقبل أفضل للبشرية ممكن ومتاح رغم أن التوازن الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية اختل ورغم أن المثل الأعلى الاشتراكي المجسم في الاتحاد السوفياتي اندحر – ولو لحين من التاريخ - ورغم أن حجم التنين الامبريالي تضخم واستأسد على العالم قاطبة وعمم نظامه العالمي الجديد وبات في أوج حنقه على الشعوب لا يتوانى على إشعال فتيل الحرب هنا وهناك كما عنّ له.

إن تاريخ الامبريالية حافل بسلسلة طويلة من الأعمال العدوانية على شعوب ومناطق كثيرة من العالم انطلاقا من الحرب الأمريكية- الأسبانية سنة 1898 للاستحواذ على جزر أمريكا الوسطى إلى الفلبين إلى كوريا إلى لبنان إلى الشيلي إلى كولمبيا إلى قرينادا إلى ... إلى ... إلى العراق ثم أفغانستان فالعراق مجددا.

فالاحتفال بهذا اليوم هو واحدة من أبرز المناسبات التي يجدد خلالها الشباب تمسكه بقيم السلم والعدالة والمساواة والتآخي بين الشعوب والأمم والحضارات وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وهو دلالة أخرى على أن الشباب هو تلك القوة المتحفزة والمستعدة للدفاع على ذات المبادئ والقيم مهما كان العصر ومهما كانت الضحية ومهما اختلت الموازين ومهما عسر النضال.

إن الامبريالية الأمريكية بغزوها للعراق الشقيق تحدت "المجتمع الدولي" بكل فعالياته دولا ومنظمات وشعوبا غير مكترثة باحتجاج ملايين الناس من مختلف بلدان العالم بما في ذلك الملايين من الأمريكيين. وقد أقامت الدليل على أنها لا تقيم وزنا لمبادئ حرمة وسيادة أي بلد مستقل.

إن الولايات المتحدة الأمريكية هي اليوم أكثر بلدان العالم إثارة للحروب وهي المسؤولة عن تفشي الإرهاب بجميع أنواعه. كما أنها تدعم أنظمة إرهابية وعنصرية، في مقدمتها الكيان الصهيوني بقيادة المجرم شارون. ورغم ذلك فإن الإدارة الأمريكية لا تتحرّج من التشدق باحترامها للديمقراطية ولحقوق الإنسان والشعوب، بل إنها تريد إعطاء دروس في ذلك للآخرين وفرض تصوراتها على الشعوب وعلى الأنظمة.

وما يجري اليوم في العراق من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أعادت إلى الأذهان ما كان يمارسه النازيون والفاشيون سنوات الحرب العالمية الثانية يؤكد مرة أخرى حقيقة هذه الدولة الاستعمارية ويكشف زيف الدعاوي التي تعللت بها لغزو العراق.

إن حقيقة دوافع أمريكا لاحتلال العراق الشقيق هي الهيمنة على منابع النفط في العراق وتحويل كامل المنطقة إلى مستعمرة أمريكية والسيطرة على مواقع استراتيجية جديدة لبسط نفوذها كليا على العالم وفرض اندماج وتوسع الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط والقضاء نهائيا على مطمح الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال.

لكن الكذبة لم تنطل على العالم وكانت الشبيبة من أول من تفطن لذلك. فآلاف الذين ملأوا شوارع لندن وباريس وروما وبرلين ومدريد وطوكيو ونيويورك والقاهرة وعمان..إلخ كانوا على يقين أن هذه الحرب قذرة وغير عادلة بل ومعادية للإنسانية ولقيم السلم والعدل وحق الشعوب في الحرية.

لقد كان من الممكن أن تمتلئ شوارع تونس بشبانها وشاباتها للتعبير عن نفس الغضب وعن ذات الآمال والمبادئ ولكن قمع السلطة ومنع كل محاولات التظاهر والاحتجاج بكل دموية وشراسة حالا دون أن يحصل ذلك بمثل تلك الصور التي تداولتها الشاشات والجرائد. ومع ذلك عبّر الشباب التونسي بقدر ما استطاع في أكثر من مكان وبأكثر من شكل عن مشاعر النقمة والغضب.

وكانت تلك هي "البشارة" على أن نهضة ما بدأت تدب لإحياء أنفاس الرفض والنضال التي بدأت تنبعث من جديد رغم كل شيء.

فشبابنا جدير بأن يكون في مصاف تلك الجماهير التي تخط – ولو بصعوبة- أولى الخطوات نحو الغد المشرق وقبر الغزاة وغلاة الاستعمار.

تسقط الامبريالية وعملاؤها

عاش نضال الشباب ضد الامبريالية والاستعمار


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني