بعد إضراب عن الطعام انطلق يوم 8 مارس المنقضي تمكّن المناضل كمال عمروسية يوم 21 أفريل من الترسيم بكلية الحقوق بصفاقس بعد طرده نهائيا من كلية الحقوق بسوسة. كما تمكن المناضلان عاطف بن سالم ونزار عثماني من الترسيم بكلية الحقوق بتونس وذلك يوم 26 أفريل. وإلى حدود ذلك التاريخ لم يتمكن المناضل أنيس بن فرج الذي سحب ترسيمه من كلية الآداب بسوسة بسبب نشاطه النقابي من العودة إلى الدراسة بعد إعلامه بموافقة الوزارة على ذلك، وهو ما يؤكد مرة أخرى سياسة التشفي ورد الفعل التي تطبع سلوك الوزارة والوزير والسلطة عموما. وقد أصدر بن فرج بيانا يوم 23 أفريل ذكّر فيه بمواصلته الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطلبه المشروع في العودة إلى مقاعد الدراسة.

وقد شهدت مدينة سوسة في الأسابيع المنقضية تحركات نضالية عارمة نظمها مناضلو كليتي الحقوق والآداب تمثلت في اجتماعات عامة جماهيرية والخروج في سلسلة مسيرات ضخمة انطلقت من الكليتين المذكورتين واتجهت نحو مقر المضربين بحي الرياض. وقد عرفت هذه التحركات ذروتها يوم الإربعاء 14 أفريل عندما أضرب طلبة الكليتين. وقد نجح الإضراب في الكليتين بنسبة 100% والذي تمخضت عنه مسيرة صاخبة جابت الطريق الرئيسية الرابطة بين الكليتين وتوجهت إلى مقر الإضراب حيث نظم هناك اجتماع عام جماهيري حضره فضلا عن الطلبة عدد من المواطنين والمواطنات المتعاطفين مع الإضراب وقد تدخل العديد من المناضلين الذين تحوّلوا من كليات العاصمة لمساندة رفاقهم، وقد كان هذا التحرك مسبوقا بعدة تحركات جماهيرية ومسيرات أيام 5و6و8و12 أفريل ساهم فيها آلاف الطلاب الذين حبوْا المضربين بأروع أشكال العطف والمساندة والدعم، وقد تزامن ذلك مع دعم كبير من مناضلي الجهة وأساسا أعضاء فرع الرابطة، فضلا عن الوفود الحزبية والجمعياتية والشخصيات التقدمية التي تحولت لمقر المضربين، كما تشكلت لجان مساندة وطنية برئاسة الأستاذ أنور القوصري، وطلابية ومنسقها المناضل الناصر العويني. هذا فضلا عن اللجنة الطبية التي تولت المتابعة الصحية للمضربين.

إن اتحاد الشباب الشيوعي التونسي إذ يهنئ المناضلين الحاصلين على الترسيمات ويعتبر ذلك نصرا يؤكد عقيدته في كون النضال والنضال وحده يحقق المطالب ويثبت الحقوق، فإنه يساند مواصلة المناضل أنيس بن فرج لإضرابه عن الطعام من أجل الحصول على حقوقه ويهيب بالقوى الطلابية والديمقراطية مساندته.