بقلم خيبان

وخيبان شخصية رديفية حقيقية ماتت وكانت من الرافضين..

6- العرب

صمتا..! إنهم قادمون..

عفوا..! كان يمكن أن يأتوا في الصيف الذي مضى قبل الحصاد بقليل .. ولكن لعن الله النسيان..

أورد صفي الدين بن الطقطقي (تـ بعد 712هـ) في كتابه "الفخري في الآداب السلطانية" أن الخليفة المعتضد كان إذا خرج على الناس جعل الأسود والفيلة عن يمينه وعن شماله ليرهب الرعية..

العرب قوم نبتوا على شفا كلمة.. ولما سقطت سقطوا..

مهلا إني أسمع صوتهم.. أصواتهم تنبعث من أعماق كتاب.. يقولون: أربعون سنة مع أمير جائر أحسن من ليلة من دون أمير..

7- المواطن...

لست أنا... ربما جاري..؟؟

والله أعلم..!!

بابنا مغلق ولا نقول إلا الصواب.. نصفق حينما يطلب منا..
وحتى عندما لا يطلب منا..

نقول نعم...

ولا نخرج إلى الشارع إلا للخبز والقوارير..

الضرب على القفا عادة جاهلية بلغة مغايرة.. ترجمتها "قفا نبك.."

8- صديقي

سقط كنقطة زيت على ثوبي...

امتدت البقعة حتى الإبط..

فكان عليّ أن أنزع ثوبي..

وأمشي عاريا...

9- الليل

يقولون: أمر دبر بليل .. كالانقلاب مثلا.. أنا لم أر ملكا انقلب على ملك في النهار.. النهار يفضح المنقلبين..

والدستور يكتب ليلا.. لتنشره الإذاعة وسيارة الجيب الخضراء وكل من يفيقون باكرا قبل الانقلاب..

القصائد تكتب ليلا أيضا.. وفي الصباح يموت أصحابها أو يسجنون..
ولا يحلو الجنس إلا ليلا.. لأن المرأة تصير أجمل تحت النجوم..

والرجل كفحل غنم هائج..

ولكنه في الصباح غنم...

الخمر ليليّ المذاق.. وحرام في النهار إلا على سيدنا..

فقد رفع عنه القلم ..

يا له زمن ثوري جدا..

وترى الدولة تستعد له كل مساء فتفتح عيونها في الظلام..
خشية الانقلاب..

أو صوت أحذية العابرين..

10- النهار

رائحة الشواء والمطاط وعرق الوزير..

والزمن البيروقراطي ..

الشعراء لا يخرجون نهارا إلا لقضاء حوائجهم..

والأنبياء يثقل عليهم الوحي النهاري.. وكذلك المؤمنون..

أما سيدي فتتضخم قفاه نهارا وينتفخ كلامه كالعجين.. ولا يطيب ...
تفتح البلدية أبوابها وتستقبل رئيس البلدية والناس والقمامة...

أما رئيس البلدية فيعزل مع الساعة العاشرة..

فيصفق الناس للجديد..

وأما القمامة فتظل في كتاب التاريخ قمامة..

إلى أن ينتهي النهار..

11- الصمت

مات فجأة فأصبح قصيدة..

على عجل..

علّمته أمّه كيف يموت عندما يباغته الحرس..

فسكت باكرا عوض أن يفيق..

لعنوا اللسان في أمثالهم حتى كادوا يقطعوه..

وقالوا إذا صنته صانك..

يسكت في المسجد والمحكمة وقاعة الدرس وساعة الحقيقة.. ويسكت في المراحيض وقبل الانتخابات وبعد الهزيمة ..

وحينما ينطق الشعراء والرؤساء والبؤساء..يسكت ..

ولا يتكلم إلا قبل الموت بقليل..

ليقول الوصية أو يتشهد..

ثم يلتفت إلى زوجته وينصحها بالزواج من بعده..

كي لا تتكلم.. بعده.

12- الديمقراطية

في حيّنا امرأة يسميها الجيران ..زوجة الشعب..

كنت صغيرا

لا أدري لماذا..؟

ولكن كل مساء أرى الشعب كالنمل على خصرها..

قال التوحيدي ..في الإمتاع والمؤانسة...

ومن غير أبي حيان يستطيع أن يقول..؟؟؟

"إن أخلاق الحيوان الكثيرة مؤتلفة في نوع الإنسان"..

ثم مرت غمامة فوق رأسي..

لم تحدث ضجيجا مثل أصوات الشعب..

والصوت في اللغة هو الضجيج ..

وليس صوت الانتخاب..

لا سمح الله...!

فأهلي لا ينتخبون..بل يبصمون..

ولا يعرفون الصناديق إلا صناديق الموتى..

اُحث التراب على رأسك يا رفيقي ونم..

غدا يوم الانتخاب..

وأيضا حرب الكرة بين قميص وقميص..

وشعب وشعب..

قل لي لو سمحت:

أريد أن أعرف...!! ستشجع من..؟؟ أما من ستنتخب..؟؟

فهذا أعلمه وأراه في عينيك.. الآبقتين..

الديمقراطية في المدينة هي:

حكم الشعب للشعب بالشعب على الشعب..

وهي في الصحراء انتخاب الفحل بالفحل للفحل على الفحول..

يحيا الفحل.. وإذا مات يحيا ابنه..

شرط أن يكون..

فحلا...

مبروك...!! هدف..!!

حارس المرمى لم يكن أمينا..

وكذلك حارس الصندوق.