الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > رسائل قصيرة في الثقافة الاجتماعية
رسائل قصيرة في الثقافة الاجتماعية
17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011
صوت الشعب - العدد 24

إلى أعضاء المجلس التأسيسي

عوضا عن دعوة خنازير قطر التي تحتضن صخر الماطري سارق أموالنا في تحد صارخ لمشاعر الشعب التونسي، عوضا عن دعوة ساركوزي ومجرمي أمريكا الذين صنعوا بن علي وشجعوه وموّلوه بأدوات القمع لتقيد أبناء شعبنا، عوضا عن ذلك لماذا لا تتم دعوة أمهات الشهداء أليس بفضلهم وصلتم إلى المجلس التأسيسي؟ هل البيترو دولار أغلى من دماء شهدائنا؟

إلى أعضاء المجلس التأسيسي ثانية

تذكروا أن الشعب منحكم ثقته، تذكروا أيضا أن شعارات الثورة قبل 14 جانفي كانت لأجل الشغل والحرية والعدالة الاجتماعية. تذكروا أن الثورة قام بها الفقراء من أبناء تونس الداخل، تونس الأعماق الأرياف والأحياء الشعبية. تذكروا أنكم سلطة الشعب وصوته.

وأنتم تكتبون الدستور تذكروا أن الحبر هو دم شهدائنا أبناء الشعب المفقر.

إلى الأستاذة سعاد عبد الرحيم

ليكن في علمك سيدتي المحترمة، أن الأغلبية الساحقة من الأمهات العازبات هن بنات هذا الشعب تحديدا بنات الفئات الشعبية الأكثر فقرا. فتيات في عمر الزهور سرقت أحلامهن، حرمن من التعليم أرسلتهن عائلاتهن إلى العمل في المصانع والفيلات والقصور وبأجور زهيدة واستغلال وقهر يصل حد الاستعباد. لتعلمي سيدتي المحترمة أن أعمار أغلبهن تتراوح بين السادسة عشر والعشرين دمرت حياتهن في أوج الريعان، ولتعلمي أكثر أن أغلب عمليات الإنجاب ناتجة عن حالات اغتصاب أو تغرير من قبل أعرافهن ومدرائهن في العمل ومن أبناء الأسر الميسورة التي يعملن لديها ومن أبناء أرباب الفيلات والقصور.

إما التغرير بمعسول الكلام والوعود الزائفة أو الاغتصاب قسرا لم يكن لديهن بديل سوى الرضوخ والصمت لأن الكلام والفضح والشكوى يكون نتيجتها الطرد والإهانة من ربات القصور والعنف والنبذ من قبل العائلة الخائفة من الفضيحة والعار.

لتعلمي سيدتي إن تحدت إحداهن وذهبت إلى القضاء، تعرفين أنهم لا ينصفون الفقراء، بكل بساطة ستسجن لأنها سارقة وكاذبة وفاسدة وحاسدة ومتجنّية على أسيادها وهي تحسدهم لأنهم أغنياء ويقطنون القصور العالية، أما هي فتسكن «حكك القصدير» .

رسالة في ثقافة الطاعة والخضوع

يعمل مروّجو الفكر الظلامي على توزيع كتب بعنوان «حكم المظاهرات» كتب على غلافه «يهدى ولا يباع» ويوزع في المساجد بكثافة. الخطير في الأمر أن هذا الكتاب يكفر المظاهرات والمتظاهرين، وأكثر منها يعتبر أن من قتل في المظاهرات ليس شهيدا!! ويوظف العديد من الآيات القرآنية تدليلا على ذلك بطبيعة الحال بعد أخذها من سياقها وتأويلها تأويلا توظيفيا.

ويعتبر مؤلف هذا الكتاب أن المظاهرات من اختراع الغرب الكافر وهي كفر وفي بلاد العرب يقوم بها العلمانيون ومن لف لفهم. يقول في المقدمة: «ومن الملاحظ أن أحرص الناس عليها طائفتان هما العلمانيون والحاقدون على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم». خلاصة هذا الكتاب أن على المسلمين أن يطيعوا حكامهم وإن كانوا جائرين وظلاّم.

أردت الإشارة فقط إلى أن موزعي هذا الكتاب حررت الثورة أغلبهم من سجون بن علي. والمظاهرات التي أسقطت بن علي هي التي جعلتهم يتمتعون بحرية نشر أفكارهم وقديما قالت العرب «يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه» .

رسالة في البندير والتخدير

تحية تقدير أسوقها إلى قناتنا «اللاوطنية» لثباتها على مبدأ الولاء للسلطان وإن اختلفت الألوان، فبعد وصفها لأعداء النهضة بـ «أعداء الإسلام» ثم اعتذارها عن ذلك وتقديمها لكبش فداء ارتكب خطأ فادحا، ها هي الأخطاء الفادحة تتكرر، وها هي لهفة إدارتها في إبداء الولاء وضرب البندير للإسلاميين الفائزين في الانتخابات جعلها تحول القناة إلى قناة مختصة في الحضرة والزردة والشعوذة واستغلال الدين وتقديم برامج دينية بشكل شوه الدين الإسلامي. ففضيحة فوزي بن قمرة دليل على أن هذه الإدارة لا تهتم بمضمون ما تنشره بقدر ما تسعى لإبراز ولائها لأهل الحكم. فإلى متى ستظل عقلية التزلف مهيمنة على هذه القناة؟ وإلى متى سيظل الدين قناعا للمنافقين؟

وفي نفس السياق البنديري والسعي إلى إرضاء أهل اليمين ورؤوس الأموال المتكرشين، تعمدت قناتنا الثابتة على مبادئها تجاهل المظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية ليوم 11/11 سواء في المدن التونسية أو في عدة مدن عالمية.

دامت قناتنا الفاضلة على هذا الثبات والوفاء لكل المستكرشين، فهي تعمل بوصية ابن خلدون الذي قال: «إذا دخلت إفريقية فوافق أو نافق أو غادر البلاد» .

تــنــــاظـر

(1)

في حديقة قصر تفتح نوافذه على البحر،

سيدة تسرح شعر كلبها النظيف،

كهل يقلم أظفار وروده الجميلة،

طفل يطعم الحب لعصافير الحديقة،

[شاعر يصر على مغازلة قطة بيضاء،

رغم سيل بصاق الكلاب الذي ينهمر على وجهه!]

(2)

في حديقة مهجورة تحولت إلى مصب للقمامة،

سيدة تبحث عن مشط لجدائل شعرها المتجعد،

كهل يبحث عن ّأشياء يبيعها.

طفل يصارع قطا أسود من أجل رغيف.

[الشاعر ينهر شياطينه كي لا تمشي

حافية على المسامير الكثيرة.

ينظف قصائده الناعمة جيدا،

ويخفيها في جيب معطفه،

حتى لا تخدش نقاءها كلمات لقيطة!]

خالد الهداجي



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني