الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > عــودة الـدرّ
عــودة الـدرّ
7 أيار (مايو) 2008

يا زمن الفجيعة لست أبكي
هو القلم زمن المقت يبكي

أُرسم تفاصيل البلاد
والعناء...
ادفع فواتير عشقك
ادفع
فواتير شوقك والاشتهاء...
فأنت الباقي
رغم الضياع ورغم الفناء

****

كنت بعض صمت لازمني طويلا. بقية صراخ أحرس في داخلي...طرقت بابي فكنتُ بقايا كلام يسكنك. قاربت المسافة وبيني...
أحاول أن أرسم حدودا لبلاد الإجابة المفقودة حتى لكأني كل المسافات وكل المساحات وقد استحالت بداية. بداية حديث يطول حتى نعلن كل نهاية. بداية حكايا كل الناس الذين نحبّهم.

****

طائر الليل يأتي
كمطر...
كرذاذ بلا نهاية
فرح يلازمنا كصلاة الفجر
يأتي نقيا...
لم تزل دالية القلب
في خلائي
كنشيد العمال في جسدي

****

هي ذي البارحة، قريتي: كفها كان مدفأة.. طيفها كان مقبرة للعار..صوتها قمرا ساطعا،ونخيلا..

****

كانت ...
تسألني..وجل الأصدقاء
بماذا تأتي من جنوب الدفء؟؟
أراك تأتي بجواز العبور
أم هو الخواء؟؟
إلى أين تمضي..
فالطيف الذي اعتاد يأتي
أرسل كفن الذكرى
ولم يأتي؟

****

لا...
نعود وقد مشينا
منذ الشتاء
صوتا..وأجمل ذكرى
وحرّية
لذاك الذي يرسم
تفاصيل البلاد...

****

أي ماء تقدّس
في حفر نقرتها الطيور
وفرّت حيث لا شمس
ولا وجه غير مرايا
مكسّرة؟؟؟
كان في الخلف ريح ومديح.. ونثار خلّفه زائر إلى القلعة.. جاء يبحث عن نخلة أو كرمة أو زيتونة كي يستريح بعض الزمن الجنوبي الآتي من تخوم التاريخ إلى قلب البلاد بالحجر.. وبالمطر...

****

تسبقك النخلة والكرمة والزيتونة
إلى أهل لم يغامر منهم
إلاك...
فلا ترحل وامكث هناك

****

كان خلف المدينة بعض زمن شبيه برجل متقاعد عن رجولته يتوسل،
باحثا
عن سورة للخلافة

****

اعلم:
أننا نمضي..
كما الأغنيات يرددنا الآخرون
نحن اتجاه المكان
والبلاد نرسم
ملامح الوقت العنيد...

****

القرية:
جبالها الصدئة
نبوءة الأولين
تربتها سجادة الأجداد حين يصلون
صلاة الكد..
صلاة الخبز..والحرية.

****

أضيق يا صاحبي، بالفراغ، بلغو المدينة، بالناس وفوضى الحياة. أرفع رأسي نحو زرقة مائعة.. فأهرب إلى تفاصيل وجهك إليّ.
في يدي رعشة مسلك المدى مثل سهاد تنمّق في العين كحلا لما قد تداعى برقة أحلى الأغاني البدوية التي أرقتنا طويلا.. فأرهقها لحنها من خواها، ودهشة ليل كان يصادر فينا حنينا بالصدر ذوى غافلا...

****

رتب بوح قواف
تمادت غماما إلى المنتهى.
غيابك رمز الحكايا
تلوذ مني إذا ما انتهت
من نثر ثوابتها في البلاد..

****

عد حافيا أو عاريا
ولا تعد منطفئا..
فكل البلاد
من طينة الضلع القديم
وأحفظ وصية الشعب
إن عدت
وخبأ أقفال الصدر
وامض إلى سماء الصرخة
الأولى...

****

اقطع
يد الجلاد
وارسم تفاصيل البلاد
وقاطع
بما آل من صدأ الوقت
فأنت جنوبيا حرا
كي لا تنام البلاد...

أبو مُهاب
الرديف في 01 ماي 2008


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني