الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > ما حكاية عبد الجبار المدوري مع النهايات المفتوحة في كتاباته؟
ما حكاية عبد الجبار المدوري مع النهايات المفتوحة في كتاباته؟
24 تشرين الثاني (نوفمبر) 2010

أبْدعْتَ يا "جبّار" عندما كتبت رائعتك "أحلام هاربة" : رواية عشنا معها واقع البطل وحَلِمْنا معه في هذيانه وهلوسته وأحلامه.

كنتُ وأنا أقرأ الرواية اَلـْتـَهِمُ الكلمات، فالأسطر، فالصفحات كي أنهي القسم الذي تتحدث فيه عن الواقع وأرى ماذا صنع البطل في الحلم، وعندما أصل إليه أعيد القراءة بنفس النسق كي أعود إلى الواقع.

"أحلام هاربة"، رواية مزجتْ بين الخيال والحقيقة مَزْجا جميلا أضفى عليها رونقا خاصا ونكهة لم أجدها في أية رواية قرأتها لا قبلها ولا بعدها .

لم أستطع الاكتفاء من صفحاتها وكنت أقرأ منها أحيانا "رغم أنفي" لما لها من سلطان علي.

وعلى ذكر رواية "رغم أنفك" ها أنا ذا أتحدث "رغم أنفي" عن رواية هي الأخرى من أروع ما كـُتب حسب رأيي في أدب السجون. عند قراءتها كنت أحصي الصفحات المتبقية وأتساءل : هل بإمكان ما تبقى من صفحات أن يُكمل الرّواية؟؟

وبعد الانتهاء منها ألقيت بها بكل ما أوتيت من قوّة بعيدا عني، ندمت لأنني لم أتعظ من نهاية "أحلام هاربة" وأعدت نفس الخطأ بقراءتي "رغم أنفك" من جديد، لأنني مرة أخرى أجد الكاتب يقطع حبل الأحداث ويحرمني من مواصلة التمتع بقراءتها. لقد قرأت روايات عديدة وكنت أجد صعوبة في إتمامها وغالبا ما ألقي بها منذ الصفحات الأولى، لكن معك أنت حصل العكس حيث أنني أتمنى لو أن الرّواية تطول إلى ما لا نهاية حتى أستمتع بقراءتها.

بعد أن انتهيت من قراءة الرّوايتين، سبحتُ في أرجاء خيالي أتصوّر النهاية على مزاجي وأتساءل: لماذا أنهى عبد الجبار روايته قبل أن تنتهي؟ ما حكاية هذا الروائي مع النهايات المفتوحة؟

أسئلة كثيرة تضل تخامرني كلما أتذكر "أحلام هاربة " و"رغم أنفك".

تكمن أهمية هذين العملين إضافة إلى ما تتركانه من انطباع جيد لدى القارئ في أنهما يطلعانه على شكلين من أشكال النضال وهما الدّخول في السرية والصّمود في السّجن .

لقد أهديتنا تجربتك في السّجون والسرّية بشكل ممتع فتفاعلت معها إلى أبعد حد فشكرا لك.

سمعتُ أنّ لك رواية ثالثة بصدد الولادة، لن أتدخل في شؤونك ولن أطلب منك نهاية تشفي غليلي وتضع حدا لحيرتي مع نهاياتك المفتوحة، لأنني أعلم أنك لن تلبي طلبي. ورغم أنني قررت أن لا أقرأ لك مرة أخرى إلا أنني أعلم علم اليقين بأنني سوف أقرأ روايتك الجديدة رغم أنفي ولن أتركها إلا في الصفحات الأخيرة وأنا أتمنى لو أنها لم تنتهي.

محمد أمين التليلي


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني