الصفحة الأساسية > البديل الثقافي > مدينتي
مدينتي
2 أيار (مايو) 2010

مدينتي تعيش فترة حداد منذ زمن بعيد، أزورها كل مرة لأجدها على حالها، كأنها في بعد آخر لا يؤثر فيه الزمن أو كأنها مدينة من كتاب قديم رمى عليها الساحر لعنتهǃ يحملني إليها الحنين كلّ مرة... لكن ماذا في مدينتي؟ǃ

هي كما يعرفها الجميع مدينة أولها سجن وآخرها مستشفى وما بينهما فقر وقهر وقمع...ǃ

مدينتي الحزينة هجرتها التنمية وما عاد لها أمل في وصلهاǃ شبابها ثلاثة؛ أوّل ضاق به الأفق فيها فهجرها... وثان قنع باللاّشيء ورضي العيشة على هامش الحياة يخنق ما تبقى من أمل بدخان سيجارة "الزّطلة"... وثالث ما بينهما، لم يحترف الهجر بعد ولا هو راض ولكن "ليس بيده حيلة"...ǃ

أيا مدينتي الحزينة أليس فيك رابع فيه ما فيهم من قهر فيه ما فيهم من جرح لكن فيه من حبك ما يدفعه إلى الثورة على واقعه المرير وفيه من العزم ما يحثه على رفع هته اللعنة التي كبلت أهلك وأسكنتهم خارج الزمن؟؟ǃ لم تهتز من حولك الأرض ولا يتحرّك لك ساكن؟ لِمَ تثور المدن ولا تلحقين الركب وأنت فيهم الأشد حاجة للثورة؟؟ǃ لم... لم... لم...؟
مدينتي إن لم تعرفها بعد، وأنت قادم إليها تستقبلك بطريق متعثرة كثيرة المطبات، متعثرة ككل "مشروع تنموي" سمعت به في هذه المدينة.

هنا يعشق المسؤولون الأسوار، فهذه جامعة وُعدت بها المنطقة ولكن لم نر منها غير السور وأرضا داخله ضلت بور، وفي كل مرة يتحدثون فيها عن استئناف الأشغال بهذا الشروع إلاّ وزادوا السور ارتفاعا وأما الأرض فضلت على حالها بورا وهذه بناية الولاية صرف على سورها الجديد الملايين لكنه رغم كل المساعي وما صرف ضل قبيحا لا يضاهيه قبحا إلاّ دمامة من خلف الأسوار العالية.

أتراك عرفت مدينتي؟

آرام


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني