الصفحة الأساسية > البديل الوطني > أبُـو ذرّ يستنكـر
أبُـو ذرّ يستنكـر
27 نيسان (أبريل) 2008

1- عمارة العبّاسي يستولي على المساكن الاجتماعية:

من المفروض أنّ الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية يلعب دورا اجتماعيا لمُساعدة صغار الموّظفين محدودي الدخل، وبالفعل فقد تدخّـل هذا الصندوق ببناء مساكن اجتماعية في عدّة ولايات كان منها تلك التي في "زرُّوق" بقفصة، ومن شروط الانتفاع بهذه المساكن أن لا يكون المُترشّح مالكا لمنزل خاص (أنظر نموذج عقد الكراء)، لكنّ هذه المساكن لم يستفد منها إلا المحظوظين الذين لهم في الفساد والرشوة والمحسوبيّة، وعلى رأسهم النقابي الفاسد عمـارة العبّـاسي، فهو يستحوذ على أفخر شقّـة بعمارات "زروق" الاجتماعية، مع أنّـه يملك من القصـور ما لا يُحصى أو يُعد، ويكفيه القصر الفاخـر الذي بناه حديثا في زرّوق وبلغت تكلفته أكثر من 400 ألف دينار ولم تنته أشغاله بعد، أو قصر حي الشّباب، أو المزرعة وقصرها بطريق المتلوي... والقائمة تطول ممّا نعلمه ولا نعلمه، نحن لن نسأل من أين لــه هــذا؟ فنحن نعرف أنّ آخـر ملف يمكن لهذا النّظام أن يفتحه هو ملف الفساد ومُحاسبة الفاسدين، ولكنّنا نستغرب انتشار الفساد إلى هذه الدرجة وصمت الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعيّة عن هكذا سطـو...

فأخـرجُـــوه من مساكن البُسطاء قبل أن تخـرُج أرواحنـــا...

2- جامعة قفصة: منارة علم أم مُستنقع للتجمّع؟

التجمّع حزب يحكم لأكثر من نصف قرن، استطاع أن يُرسّخ في النخبة الجامعيّة الطباع السيّئة والممارسات الوسخة، لا فصل بين الدين والدولة.. بين المجتمع والحزب.. بين الثقافة والحزب.. بين المعرفة والحزب.. بين المواطنة والتحزّب، وهو من يُعيّن المناصب وفق الولاء الحزبي، مقولته "أنت تجمّعيّ فأنت موجود" أو بالأحرى يمكن أن تستحقّ الوجود.. من هنا لا نستغرب وجود محمد الرزّاق الجدي على رأس جامعة قفصة، هذا المخلوق تجمّعي حتى النّخاع، يُسيّر جامعة قفصة كشعبة حزبيّة مليئة بالمؤامرات والتكتّلات والتوتّرات.. وهاجس العلم والمعرفة يبقى بالنسبة إليه من آخـر الاهتمامات، ونحن لن نستغرب إن ألحق جامعة قفصة بلجنة تنسيق التجمّع بقفصة أو حتّى بقابس، المهم أنّ الأمور الحزبيّة من أولوياته، ولذلك تعاني جامعة قفصة من الإهمال على المستويين المعرفي والتّسييري:

- إهمال لشؤون الأساتذة الذين يُعانون من سوء المُعاملة ممّا انعكس على مردودهم العلمي تُجاه الطلبة، والدليل إعلان الأساتذة عن الدخول في جملة تحرّكات نضاليّة..
- تعيينات في سلك التدريس تخضع للمحسوبيّة والرشوة والعلاقات الأخلاقيّة الدّنيئة، يُضاف إلى ذلك فراغ الجامعة من الأساتذة الأكفاء المُختصّين (أغلبهم أساتذة مُلحقين، أو مُتعاقدين، أو عرضيين..)
- الوضع السيئ الذي يشكو منه قطاع العملة والمُوظّفين مهنيّا، فأغلب من في الجامعة يخضعون لنظام التعاقـد (هناك من بلغ به التعاقد إلى السنة السابعة دون تسوية).
- اعتماد رئاسة الجامعة على كراء المؤسسات الجامعيّة ضمن صفقات مشبُوهة قائمة على العلاقات الشخصيّة بين رئيس الجامعة وبعض الفاسدين من ذوي النفوذ المالي والحزبي.
- انعدام الندوات العلميّة المُفيدة، وكثرة الندوات السياسيّة الفلكلوريّة القائمة على التهريج والحضور الزّائف والتغطية الإعلاميّة المُفبركة، وكتابة تقارير زائفة عن أنشطة ثقافيّة وهميّة رغم الأموال الطائلة التي تُصرف لحسابها.
- الخراب الذي أصاب وحدات البحث في كليّة العلوم ومعهد الإنسانيات نتيجة قلّة التمويل وإهمال رئاسة الجامعة أو عميد كليّة العلوم.
- إهمال الطلبة في السكن ليكونوا عُرضة الاستغلال الفاحش لمبيتات الخواص، وفي المأكل من خلال حالات التسمّم العديدة التي حدثت في المطاعم الجامعيّة.
- إغراق المبيتات الجامعيّة بالسهرات الماجنة والحفلات الصاخبة ضمن سياق عام لنشر الثقافة الهابطة وتدجين الطلبة لخلق جيل مائع.
- حالة العزوف عن مقاعد الدراسة لدى الطلبة، وغياب المُتابعة والتفقّد..

ما ذكرناه غيض من فيض لما في جامعة قفصة من تدهور وانحطاط علمي وإداري، كـل ذلك جـرّاء السياسة التي ينتهجها محمد الرزاق الجدي منذ تأسيس الجامعة مُغلقا الباب أمام الأساتذة الغيورين على العلم والمعرفة فاتحا بابه للفاسدين من العصابات التجمّعيّة..

باب الفقيه والسلطان: قيل فيما قيل أنّ الخليفة المأمون كان يحضر مجالس العلم مُتنكّـرا حتّى لا يُرهب العلماء تاركا لهم حُريّـة قول ما يُريـدون بما يعلمُـون..

3- النظام يُوزّع الأمراض على أهالي الرديف:

رأينا قوات الأمن في الرديف تطلق القنابل المسيلة للدموع، ولمّا تثبّتنا وجدناهم جرّبوا فينا قنابل جديدة، قنابل لا تُسيل الدّمع ولكنّها تطفئ بقلوبنا الشّمع، ما يُدهش أنّنا تثبّتنا أكثر فوجدناها قنابل فقدت قابليّة الصلاحيّة بعشر سنوات، لم نكن نعرف أنّ ذخائـر هذا النّظام تنفذ ولا صلاحيتها تفسد، فهل كان النظام يعتقد أنّ هذا الشعب مات وفقد روحه النضاليّة حتى لا يقتني ذخائر جديدة؟؟ المهم أنّهم جرّبوها بقصد وعنوة لأنهم لا يُخطؤون كما عوّدونا، وكانت النتيجة حسب تأكيدات أطبّاء الصحة العموميّة ممّن رفض ذكر اسمه: حساسيّة جلديّة مفرطة على أجساد الشباب، إسهال شديد لدى الأطفال مصحوب بحالات تقيّؤ، ضيق التنفّس... إلى غير ذلك من الأعـراض التي تبدو خطيرة.

وحتى لا يكون كلامنا تخمينا، فنحن نُطالب بلجنة تحقيق وطنيّة مستقلّة تُشارك فيها فعاليات المجتمع المدني لتكشف الانتهاكات التي وقعت في الرديف: تقارير مغلوطة، مداهمات، اعتقالات طالت الأحداث، ترويع الأهالي، نشر الأمراض، تعذيب وتنكيل مُنظّم يقوده جلاّد الشعب المدعو محمد اليوسفي..

من أجل ملاحقة المُجرمين ومُحاسبتهم.. ونحن لن نسكت...

أبُـو ذرّ الغفـاري


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني