رغم انتهاء بعض المظاهر الاحتجاجية التي تواصلت لأكثر من شهر في عدد من معتمديات الحوض المنجمي بولاية قفصة، مازالت الخيمة الخاصة بخريجي التعليم العالي منصوبة في حرم الاتحاد المحلي بأم العرائس احتجاجا على التجاهل الذي تعرّضت له هذه الفئة من خلال استثنائها من الحلول التي أقرت لمعتمدية أم العرائس بحجّة أن بطالة خرجي التعليم العالي أزمة وطنية ليست مقتصرة على هذه المنطقة. لكن المستند على هذه الحجة نسي أو تناسى الفرق الشاسع بين المعدل الوطني المقدّر بـ13.6 بالمائة ومعدل البطالة في صفوف هذه الشريحة بمعتمدية أم العرائس والبالغ أكثر من 70 بالمائة، ونسي أو تناسى افتقار هذه المعتمدية للمشاريع التنموية القادرة على توفير مواطن الشغل وللقطاع الخاصّ الذي من شأنه أن يعوّض ضعف الاستقطاب على مستوى الوظيفة العمومية للجماهير الغفيرة من العاطلين والمطالبين بحقّ الشغل أمام عجز مختلف آليات الصندوق الوطني للتشغيل عن التخفيف من حدّة أزمة البطالة في المنطقة لأنها في نهاية الأمر حلول لا ترقى إلى الحدّ الأدنى المأمول ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحلّ محلّ الشغل القارّ.

وبسبب التراكم المتواصل لأفواج خرجي الجامعات مقابل الالتحاق المخجل بالوظيفة العمومية وانسداد بقيّة الآفاق، لابدّ من التفكير في حلول جذرية مثل دفع الاستثمار وإنشاء منظومة اقتصادية قادرة على استيعاب هذا الكمّ الهائل من العاطلين إضافة إلى الترفيع في نسبة الإدماج بالوظيفة العمومية وإنشاء الإدارات الخدماتية التي تفتقر لها المنطقة بهدف توفير مواطن الشغل من جهة، وتقريب الخدمات الإدارية إلى المواطن من جهة أخرى.