لقد نبّهنا مرّات عديدة على امتداد السنوات الماضية إلى خطورة استمرار نظام الحكم في تطبيق سياسته الاقتصادية النيوليبراليّة المُتوحّشة، التي أسهمت في توسيع الفوارق الطبقيّة بين قلّة من الأثرياء وقاعدة عريضة من الفقراء والمُعوزين.

كما نبّهنا في كلّ مناسبة إلى خطورة ليس فقط الصمت الحكوميّ إزاء استفحال آفة البطالة التي تطحن أصحاب الشهائد العليا وسواهم، وإنّما فشل الخيار الأمنيّ في معالجة مثل هذه القضيّة وسواها.

فعلنا ما سمحت به الظروف الموضوعيّة والذاتيّة من أجل لفت الأنظار نحو الحيف الاجتماعي الذي يطال أصحاب الشهادات العليا بجهتنا وفي كلّ البلاد ومع كلّ خطوة كنّا ندفع الثمن غاليا.

وقد جاءت الأحداث الأخيرة بجهة سيدي بوزيد لتؤكّد صواب الطريق الذي سلكناه رغم تضحياته ومشاقّه. فخميرة انتفاضة الحوض المنجميّ كانت قضيّتنا، ووقودها كان رفاقنا، والسبب القادح لاحتجاجات انتفاضة سيدي بوزيد كان من حملة الشهادات العليا، إذ أقدم الشابّ محمّد البوعزيزي على إضرام النار في جسده على إثر صدّ الأبواب في وجهه وإيمانا منه أنّ لا حياة بدون كرامة ولا كرامة بدون شغل.

وإنّنا في اللجنة الجهويّة للدفاع عن أصحاب الشهادات المُعطّلين عن العمل بقفصة، إذ نعبّر عن مساندتنا المطلقة ووقوفنا ودعمنا لكلّ أهالي سيدي بوزيد ومعطّليها فإنّنا نرفع الأصوات عالية ضدّ البطش والحرمان الذي يعاني منه خيرة الشباب والمتعلّمين في بلادنا. ونحمّل السلطة مسؤوليّة القمع الذي تمارسه ونحمّلها كلّ ما يمكن أن يحدث للشابّ المُصاب.

كما إنّنا ندعوها إلى توخّي الجدّية في معالجة آفة البطالة والحيف الاجتماعيّ بين مختلف جهات البلاد وعدم تكافئ فرص الشغل والفساد الذي يطال ميدان التشغيل، والتخلّي عن المعالجات الأمنيّة لكلّ المشاكل ومع كلّ طالبيّ الحقوق.

نطالب بإطلاق سراح كلّ موقوفيّ سيدي بوزيد وكذلك مساجين الحوض المنجميّ وعلى رأسهم عضو اللجنة حسن بن عبد الله وشبّان المظيلّة وعبد السلام هلالي والصحفي الفاهم بوكدّوس.

فهاتوا لنا عملا أو فلا
تلوموا إذا شنّها العاطلون

اللّجنة الجهويّة للدفاع عن أصحاب الشهائد المُعطّلين عن العمل بقفصة
المنسّق: عفاف بالناصر
قفصة في 23 ديسمبر 2010