الصفحة الأساسية > البديل الوطني > الجلسة الثانية لمحاكمة قيادات الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي بقفصة
يوم أسود في تاريخ القضاء التونسي:
الجلسة الثانية لمحاكمة قيادات الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي بقفصة
11 كانون الأول (ديسمبر) 2008

محاكمة تحت الحصار

انتشرت قوات البوليس، خاصّة البوليس السياسي، منذ الصباح بكافة مداخل مدينة قفصة لمراقبة حركة الوافدين على المدينة من المحامين والمراقبين وممثلي الجمعيات والهيئات، وتكثفت الرقابة بكافة الطرق الرئيسية للمدينة وخاصة منها محيط المحكمة. كما شوهد عدد كبير من البوليس السياسي يراقب المقاهي المجاورة للمحكمة. و كانت قد خيّمت على المدينة حالة من التوتر منذ الأمس حيث عمدت مجموعة من البوليس إلى الاعتداء الوحشي بالعنف المادي واللفظي على المناضل بوجمعة الشريطي، الذي يمثل بحالة سراح في نفس القضية، وقد حضر الجلسة اليوم وآثار العنف لا تزال بادية على جسده.

أمّا في مدينتي الرديّف وأم العرايس فعديد المناضلين تحت المراقبة كما يواصل البوليس رصد حركة المواطنين، خاصة خلال الأيام الأخيرة، خشية اندلاع حركة مساندة للمحاكمين. ومن البيّن أن حالة الرقابة الدائمة هي محاولة للتصدي لأية حركة احتجاجية جديدة.

القاضي يتجاهل طلبات الدفاع والموقوفون يرفضون الاستنطاق

انطلقت المحاكمة في حدود الساعة التاسعة بحضور عدد كبير من المحامين وأهالي الموقوفين وبعض المراقبين من بينهم الأستاذ حسين الباردي عن فيدرالية التونسيين مواطني الضفتين والأستاذ أنطوان أسيدا عن هيئة المحامين بباريس والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، وممثل عن الفدرالية النقابية الموحّدة (FSU) [1] وممثل عن السفارة الأمريكية بتونس. وبعد المناداة على المتهمين تدخل لسان الدفاع للمطالبة بالاطلاع على الملفات وذلك فيما يخص الأستاذة راضية النصراوي، أما لسان الدفاع ممّن حضر الجلسة الفارطة فقد جدّدوا المطالبة بعرض الموقوفين على الفحص الطبي والاطلاع على المحجوز وسماع الشهود والتثبت في محاضر وتواريخ الإيقاف الحقيقية. ولكنّ المحكمة تجاهلت من جديد طلبات الدفاع وأرادت المرور إلى الاستنطاق مباشرة، إلاّ أنّ الموقوفين رفضوا الاستنطاق متمسكين بطلب الدفاع. وعندها رفعت المحكمة الجلسة بعنوان التفاوض وإصدار الحكم، واحتجاجا على ذلك التصعيد قام قيادات الحركة الاجتماعية برفع نشيد "حماة الحمى" ولكن البوليس تدخل بسرعة ووحشية معتديا عليهم بالعنف، ثمّ أخرجهم من قاعة الجلسة ليبقيهم بزنزانة الإيقاف بالمحكمة.

وفي الأثناء احتجت العائلات والمحامون وانطلق البوليس في تفريقهم بالقوة معتديا بصفة خاصة على النساء ومن بينهم المناضلة عفاف بالناصر. وكانت العائلات تحتج وتزغرد داخل المحكمة في حين وقع تدافع بين قوات البوليس ولسان الدفاع.

رفعت الجلسة منذ الصباح ولم تستأنف بعد.

قوات البوليس مدعومة بوحدات التدخل ومعدّات مواجهة الاحتجاجات تتمركز أمام المحكمة

على الساعة الخامسة والنصف من مساء اليوم تحركت قوات كبيرة من الشرطة ووحدات التدخل بمعداتها وسياراتها ووحدات تفريق التجمعات وتمركزت أمام المحكمة، وأكد شهود عيان أن العديد منهم بالزيّ العسكري وفي حالة تأهب.

قوات من البوليس والجيش تتجه نحو الرديّف

حسب شهود عيان، اتجهت وحدات من فرق التدخل وأخرى من الجيش نحو الرديف لتعزيز القوات المتواجدة هناك. وتتجه التفسيرات لهذه التطورات في مساء اليوم بإمكانية إصدار أحكام ضدّ الموقوفين دون أن تستمع إليهم المحكمة ودون الاستماع إلى لسان الدفاع. ويفسّر تحرك قوات الأمن بهذه الكثافة لغاية ردع أية حركة احتجاجية بالمنطقة.

الاعتداء على عفاف بالناصر من طرف كوادر أمنية

ذكرت المناضلة عفاف بالناصر أن البوليس كان يلاحقها في كل مكان منذ الصباح محاولا منعها من دخول المحكمة، إلا أنها تمكنت من الدخول وسط جمع المحامين إلى المحاكمة. وفي المساء وبعد تعنيفها داخل قاعة المحكمة، قامت سيارة من نوع كليو زرقاء اللون، يمتطيها كلّ من محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وسامي اليحياوي رئيس الإقليم وفاكر سيالة رئيس المنطقة، بملاحقتها حتى على حافة الطريق، وكانوا في الأثناء يقذفونها بأحط النعوت ويشتمون المحامين لأنهم تمكنوا من إدخالها إلى المحكمة.

هوامش

[1وهي أوّل نقابة فرنسية في قطاع الوظيفة العمومية


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني