الصفحة الأساسية > البديل الوطني > الذكرى الرابعة والعشرون لإستشهاد نبيل البركاتي
الذكرى الرابعة والعشرون لإستشهاد نبيل البركاتي
8 أيار (مايو) 2011

يحيي الديمقراطيون و الديمقراطيات اليوم 8 ماي الذكرى الرابعة والعشرون لاستشهادنبيل بركاتي، مناضل حزب العمال الشيوعي التونسي الذي تحوّلت ذكرى استشهاده إلى اليوم "الوطني لمناهضة التعذيب".

ومن المعلوم أن نبيل بركاتي كان أوقف في أواخر شهر أفريل 1987 بمدينة قعفور، إثر توزيع بيان لحزب العمال الشيوعي التونسي المحظور. وكان الفقيد معلما ونقابيا. وقد أخضعه رئيس المركز "الحاج عمّار" وأعوانه إلى تعذيب وحشي من أجل اقتلاع اعترافات منه على رفاقه ورفيقاته. ولكنه صمد حتى النهاية، وفضّل تقديم حياته قربانا للحرية وللكرامة على أن يذلّ أمام جلادي بن علي الذي كان وقتها على رأس وزارة الداخلية، يشن هجمة قمعية شرسة على المعارضة السياسية وعلى الحركة النقابية والحركة الطلابية.

وقد عمد رئيس المركز وزبانيته، في محاولة منهم لإخفاء جريمتهم الفظيعة، إلى إلقاء جثة نبيل البركاتي، بعد توجيه رصاصة إلى رأسه وهو ميّت، قرب سكة الحديد بقعفور، وروّجوا أن الفقيد فرّ من المركز بعد أن استولى على مسدس أحد الأعوان للإيهام بأنه انتحر.

ولكنّ هذه المناورة لم تنطل على أهالي قعفور الذين خرجوا توًّا إلى الشارع وحاصروا مركز الشرطة ممّا اضطر الجناة إلى الفرار، قبل أن توقفهم السلطات وتعلن حظر الجولان بالمدينة لمدّة نصف شهر تقريبا، ومع ذلك لم تتوقف حركة الأهالي الذين كانوا يخرجون يوميا إلى الشارع للتظاهر والتنديد بجرائم بوليس نظام بورقيبة.

وقد تحوّلت ذكرى اغتيال نبيل البركاتي إلى موعد يلتقي فيه الديمقراطيات والديمقراطيون بمقبرة "البراكتة" (نسبة إلى البركاتي) بقعفور، يذكّرون فيها بخصال الفقيد وبمعركته من أجل الحرية ويتعاهدون على مواصلة النضال من أجل اجتناب ممارسة التعذيب دفاعا عن كرامة الإنسان التونسي.

ولئن غضّ نظام بن علي الطرف على إحياء ذكرى استشهاد نبيل بركاتي ردحا من الزمن واكتفى بوليسه بمضايقة المتنقلين إلى قعفور وتسجيل هويّاتهم. فإنّه منع بداية من ماي 2007 القيام بهذه التظاهرة، وأصبحت منافذ مدينة قعفور تخضع للمراقبة طوال شهر ماي، كما يُمنع الديمقراطيات والديمقراطيون من مغادرة مدنهم في اتجاهها.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني