الصفحة الأساسية > البديل الوطني > المنتدى الاجتماعي التونسي: التأسيس ثم بعد!
المنتدى الاجتماعي التونسي: التأسيس ثم بعد!
9 أيار (مايو) 2006

انعقدت يومي 22 و23 أفريل المنصرم الجلسة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي التونسي تحت إشراف اللجنة التحضيرية الوقتية وبحضور عدد من ممثلي المنتديات الاجتماعية العالمية والإقليمية كضيوف وبحضور عدد كبير من المناضلات والمناضلين والشخصيات السياسية والديمقراطية والنقابية والفنانين والمثقفين والأدباء والشعراء والصحافيين. وكانت اللجنة التحضيرية ألقت كلمة لخصت فيها مختلف المراحل والمسارات التي عرفتها مرحلة الإعداد والتحضير وكذلك جملة الأهداف والغايات المرجوة من وراء بعث المنتدى الاجتماعي في تونس.

وفي ضوء المحاور العامة التي تضمنتها كلمة الافتتاح انعقدت خلال اليوم الثاني، أي الأحد 23/07/2006 خمس ورشات عمل خصصت لإعداد مخططات نقاش حول المحاور الكبرى التي تشغل بال ناشطي المنتدى الاجتماعي التونسي. وتتمحور هذه الورشات حول انعكاسات العولمة وحركات الاحتجاج الاجتماعي وقضايا المرأة والشباب والديمقراطية والحريات وقضايا التحرر في الوطن العربي وفي العالم والتضامن مع حركات المقاومة. وقد تميزت نقاشات هذه الورشات بدرجة هامة من الثراء والعمق رغم ما شاب بعضها من محاولة للانحراف بالنقاش إلى منازع الصراع السياسي الذي لا ينسجم مع روح الوفاق الذي يميز المنتدى الاجتماعي. وهي وللحقيقة محاولات معزولة لم تجد صداها بين الحضور ولم تؤثر سلبا في مجريات الأعمال التي تليت ملخصاتها ضمن فعاليات الجلسة الختامية عشية يوم الأحد 23 أفريل.

إلا أن ما شد الانتباه هو سوء التنظيم الذي ميز أعمال اليوم الافتتاحي وخاصة حصة السهرة الفنية التي برمجت وكان من المفروض أن يتداول خلالها عدد من الشعراء (أولاد أحمد ويسرى فراوس) على المصدح وكذلك عدد من الفرق الفنية الملتزمة. ومن مظاهر سوء التنظيم أيضا الخلط الذي ساد بين الجلسة التأسيسية وبين المنتدى ذاته مما دفع بعدد من المناضلات والمناضلين إلى الاحتجاج على عدم دعوتهم.

ومن المآخذ التي يمكن أن تسجل حول هذه الجلسة التأسيسية هي الطريقة التي تم اعتمادها في اختتام الأشغال النهائية حيث أن عددا من المسائل العملية والتنظيمية المستقبلية لم يقع حسمها حضوريا (مثل هيئة التسيير وموعد الدورة الأولى للمنتدى والمجلس الموسع المزمع تشكيله). ولعل الضوضاء التي أثارها البعض بنية افتكاك مواقع ضمن اللجنة التسييرية والطريقة التي اعتمدوها في النقاش هي التي عجلت برفع جلسة الاختتام على تلك الصورة.

وما يمكن قوله إن الجلسة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي كرست مستوى هاما من التفاهم والوفاق داخل الهيئة التحضيرية التي تشكلت أساسا من ممثلين عن اتحاد الشغل والرابطة وجمعيات النساء الديمقراطيات ونساء من أجل التنمية وحركة الشباب. وقد ترجمت ورشات النقاش أيضا عن بلوغ مختلف الأطراف والحساسيات المشاركة درجة هامة من التفاعل الهادئ والجدل والصراع الديمقراطي.

وإذا كان ذلك من المكاسب التي ينبغي تثمينها ومزيد تطويرها فإن المطلوب أكثر اليوم هو أن يكون المنتدى الاجتماعي التونسي وازعا لظهور وتطور حركات اجتماعية حقيقية مثل حركة أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل واللجان التي كونوها والتي بدأت تكتسح الساحة. فالمطلوب أن يكون المنتدى دافعا لظهور حركات المقاومة في صفوف العمال والنساء والشباب بكل أصنافه والمهتمين بقضايا البيئة والفئات المهمشة (المعوقين وغيرهم) حتى لا يظل المنتدى الاجتماعي عبارة عن تنسيق جمعياتي فقط.

إن الطابع المفتوح والديمقراطي للمنتدى الاجتماعي يوفر إطارا فريدا من نوعه لتبادل الآراء والتجارب بين فعاليات حركة المقاومة والاحتجاج على مآسي العولمة وآثارها المدمرة، وبمقدوره أن يعزز مشاعر الثقة بين هذه الفعاليات ويبدد مشاعر الخوف من هيمنة هذا الطرف أو ذاك وهذه المنظمة أو تلك. كما أن طابعه الواسع والأفقي من شأنه أن يوفر فرصة لجميع الحساسيات للمساهمة بما يساعد على الحد من نزعة الخوف والريبة من "السياسة" و"المسيسين" والأحزاب السياسية.

والمنتدى الاجتماعي كفضاء نضالي فرصة لكل الطاقات للعطاء والإبداع والتعبير له، مقوماته وخصائصه التي قد تجعل منه الإضافة التي يحتاجها واقع النضال الاجتماعي في بلادنا.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني