الصفحة الأساسية > البديل العالمي > الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية تدين احتلال العراق وحرب شارون على (...)
الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية تدين احتلال العراق وحرب شارون على الشعب الفلسطيني
20 شباط (فبراير) 2005

التأمت في شهر ديسمبر 2004 بالأكواتور بأمريكا الوسطى "الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية" في دورتها العاشرة. وقد أصدرت هذه الندوة جملة من المقررات ننشر منها في هذا العدد المقررات الخاصة بالوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وبالكوت ديفوار، وفي العدد القادم سننشر المقررات الأخرى.

1 – مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الأمريكي، مشروع امبريالي:

إن مشروع الشرق الأوسط الكبير المسمى "مشروع الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا" الذي تضعه الامبريالية الأمريكية موضع تنفيذ منذ تدخلها في العراق واحتلاله هو مشروع للعدوان والنهب والتقسيم.

إن الامبريالية الأمريكية تقدم هذا المشروع على أنه مخطط لدعم الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي وإقرار السلم وإحلال الازدهار وتطوير حقوق الإنسان بالمنطقة المعنية. لكن شعوب العالم تعرف جيدا هذا الخطاب الديماغوجي حول السلم والتنمية وحقوق الإنسان في زمن "النظام العالمي الجديد". إنها تعرف أن هذا الخطاب ليس سوى ذريعة لتبرير العدوان والاحتلال والنهب والتدمير.

إن "مشروع الشرق الوسط الكبير" يشمل 22 بلدا، من المغرب إلى بلدان القوقاز. وفي هذه المنطقة يتجمع أكثر من 70% من احتياطي النفط العالمي. وبالطبع فإن الامبريالية الأمريكية لا هدف لها من الاهتمام بهذه المنطقة سوى الاستحواذ على ثرواتها من البترول والغاز. وهي تستخدم من أجل تحقيق هذا الهدف كل الوسائل بما فيها الحرب والاحتلال كما هو الحال في العراق. كما أن أحد أهداف الولايات المتحدة الأمريكية من هذا المشروع هو تدعيم مواقعها في المنطقة على حساب قوى امبريالية أخرى.

ومن الملاحظ أن هذا المشروع يعطي لتركيا دورا هاما كـ"بلد نموذجي" بالنظر إلى الطابع الاستراتيجي لنظامها الذي يتميّز من جهة بقوته العسكرية ومن جهة أخرى بوجود حكومة إسلامية ليبرالية على رأسه. فتركيا هي الجسر للعبور إلى هذه المنطقة.
إن الشعب التركــي شأنه شأن شعوب المنطقة الأخرى لن يقبل مشروع الشرق الأوسط الكبير لأنه غطاء يختفي وراءه العدوان والنهب والتقسيم المملى من الامبريالية الأمريكية.

إن ندوتنا تعتبر هذا المشروع مخطط عدوان للامبريالية الأمريكية بالمنطقة وهي تدينه بصفته تلك.

2 – حول نضال الشعب الفلسطيني:

إن الدورة العاشرة للندوة الأممية للندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية تعبّر بهذه المناسبة عن تقديرها لفقيد النضال الوطني الفلسطيني ياسر عرفات الذي قاد هذا النضال طوال سنوات عديدة. إن وفاة عرفات قد فتحت الأبواب لمزايدات عديدة بشأن المستقبل المباشر للشعب الفلسطيني. لكن هذا الشعب البطل الذي تربّى على مقاومة دولة إسرائيل النازية الصهيونية يواصل كفاحه للظفر بحريته وحقه في تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة واسترداد الأراضي التي اغتصبتها منه إسرائيل سنة 1967 وتحقيق عودة اللاجئين.

إن الشعب الفلسطيني يمكنه أن يعتمد في نضاله العنيد على دعم ومساندة أحزابنا ومنظماتنا وكذلك على دعم ومساندة شعوب العالم. ولا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن نندد بنذالة البلدان المسماة "ديمقراطية" التي تتغاضى عن القمع الوحشي والهمجي الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني مدعومة من الامبريالية الأمريكية وتكتفي في أفضل الحالات بالتعبير عن احتجاجات محتشمة لا طائل منها. إن الامبريالية الأمريكية وربيبتها الصهيونية تنتهكان قرارات الأمم المتحدة وتتجاهلانها وتصفان بكل صلف المقاومين الفلسطينيين بـ"الإرهابيين" بينما هما تمارسان الاغتيال الانتقائي والتعذيب الذي تشرعه قوانينهما وقصف السكان بالقنابل والتدمير المبرمج للقرى ومخيمات اللاجئين وحقول الزّياتين إلخ… ولكن لا شيء يقدر على إيقاف نضال الشعب الفلسطيني العادل الذي يتقدم بثبات رغم كل العقبات والذي سيكون النصر حليفه في نهاية المطاف.

3 – مقرر حول الصحراء الغربية:

إن الدورة العاشرة للندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية في الوقت الذي تؤكد فيه تضامنها مع نضال الشعب الصحراوي العادل وممثله الشرعي "جبهة البوليزاريو"، تعبّر عن رفضها للمناورات التي تقوم بها الامبريالية الأمريكية بتعاون مع الحكومتين الفرنسية والإسبانية. إن هؤلاء يلقون بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط ويريدون تحويل الصحراء الغربية إلى مستعمرة مغربية.

إننا نطالب بإجراء الاستفتاء الذي ظل ينتظره العالم منذ 10 سنوات. إن هذا الاستفتاء من شأنه أن يفتح الطريق للشعب الصحراوي كي يقرر مصيره بنفسه وللجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنت في مخيمات اللاجئين بالجزائر خلال السبعينات من القرن العشرين كي تتحول إلى واقع في أرض هذا الشعب.

4 – يسقط الاحتلال، ليغادر المحتلون العراق

أكثر من عام مرّ على احتلال الامبريالية الأمريكية وحلفائها للعراق الذي يوجد به ثاني احتياطي عالمي للنفط والغاز الطبيعي.

إن هذا الاحتلال الذي أدى إلى حد الآن إلى قتل حوالي مائة ألف عراقي وألحق بالبلاد أضرارا مادية لا تقدّر، يمثل نتاجا للأزمة العامة للرأسمالية، التي تؤجج المزاحمة بين الاحتكارات الامبريالية من أجل اقتسام العالم.

إن المغامرة العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة بالعراق تمثل عنصرا استراتيجيا في سلوك هذه الامبريالية بهدف إزاحة منافسيها وإخضاع بلدان المنطقة وشعوبها والتقدم شوطا في تكريس هيمنتها على العالم.

إن الدورة العاشرة للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية التي سبق أن أدانت العدوان على العراق واحتلاله والتي ساندت ولا تزال كافة إشكال المقاومة المشروعة والصحيحة التي يخوضها الشعب العراقي ضد مضطهديه تطالب بـ:
-  الإجلاء المبـــاشر وغيـر المشروط لقوات الاحتلال من العراق.
-  دفع تعويضات للعائلات العراقية وللشعب العراقي عن كل الأضرار التي لحقتهما.

5 – حول الوضع بالكوت ديفوار:

إن الحرب الرجعية الدائرة بالكوت ديفوار ما انفكت تتفاقم. وتمثل هذه الحرب علامة على أزمة النظام الاستعماري الجديد الفرنسي بالكوت ديفوار حيث تتصارع الأحزاب البورجوازية وأجنحتها العسكرية بكل ضراوة من أجل افتكاك السلطة أو الحفاظ عليها. وتستعمل هذه الأحزاب لبلوغ غايتها وسائل متعددة منها تغذية المشاعر الشوفينية والكراهية تجاه الأجانب وتقسيم السكان على قاعدة دينية أو أتنية إلخ…

ورغم أجواء الحرب السائدة لا تزال الامبريالية الفرنسية تتحدث عن "السلم" و"المصالحة الوطنية" في الوقت الذي تدعم فيه حضورها العسكري بالبلاد وتمارس العدوان (تدمير الطائرات التابعة للقوات الحكومية الإيفوارية، مهاجمة السكان المدنيين بالذخيرة الحية خلال المظاهرات التي خرجوا فيها للمطالبة بخروج القوات الفرنسية…).

إن الامبريالية الفرنسية تدافع بأعمالها هذه عن مصالحها الاقتصادية الهامة والاستراتيجية بالكوت ديفوار في مواجهة مع قوى امبريالية أخرى منافسة لها وفي مقدمتها الامبريالية الأمريكية.

إن الكوت ديفوار يمثل اليوم بلدا لا يوجد فيه قانون. فهو منقسم إلى جزأين: الشمال الذي يسيطر عليه "المتمردون" (اسمهم الرسمي:"القوات الجديدة" LES FORCES NOUVELLES )، والجنوب الذي تسيطر عليه قوات الجيش الوطني والحكومة الحالية. وهذان الطرفان المتصارعان هما طرفان رجعيان.

لقد اختارت الحكومة نهج الفاشية. وهو ما أكدته الاعتقالات التعسفية وممارسة التعذيب وملاحقة مناضلي الحزب الشيوعي الثوري للكوت ديفوار والاغتيالات على غرار ما حصل للمناضل "حبيب دودو" الكاتب العام لاتحاد الشباب الشيوعي للكوت ديفوار. لقد غرقت البلاد بالكامل في حرب أهلية رجعية ولا شعبية، وتوجد مخاطر جدية لكي تمتد هذه الحرب إلى كامل منطقة الغرب الإفريقي مع ما سينجر عن ذلك من انعكاسات مأساوية على الشعوب. إن العديد من آلاف الأشخاص المهجرين من مواطنهم معرضون للمرض والجوع ولا يتمتعون بأية حماية كما أنهم ضحايا للمذابح التي ترتكبها القوى الرجعية.

إن الدورة العاشرة لندوة الأحزاب والمنظمات الم. الل. المجتمعة بالأكواتور في ديسمبر 2004:
-  تدين الحرب الأهلية الرجعية الدائرة بالكوت ديفوار وتطالب بالوقف الفوري لهذه الحرب.
-  تدين العدوان الامبريالي الفرنسي وتطالب بإجلاء القواعد العسكرية الفرنسية والقوات الفرنسية وغيرها من القوات الأجنبية والمرتزقة.
-  تدين السياسات اللاديمقراطية والشوفينية والانتهاكات المكثفة لحقوق الإنسان التي ترتكبها القوى الرجعية المتصارعة والقوى الامبريالية والأجنبية المتدخلة في هذا الصراع.
-  تؤكد تضامنها مع نضال شعب الكوت ديفوار ومع الحزب الشيوعي الثوري للكوت ديفوار واتحاد الشباب الشيوعي.
-  توجه نداء إلى البروليتاريا العالمية وإلى شعوب العالم لدعم نضال الشغيلة وشعوب منطقة غربي إفريقيا ضد الحرب الأهلية الرجعية ومن أجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحرية والاستقلال الحقيقي.



الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني