الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بطاقة زيارة
عفاف بالناصر:
بطاقة زيارة
23 آب (أغسطس) 2010

لم يرهقني اليوم إعداد "القفّة"، قد يكون تحسّن الطقس أو زيارتك وراء ذلك. فقط الخوف من نقلك إلى سجن آخر يحيّرني لمزيد الأتعاب التي من المؤكّد أنّها ستلحقني.

أرتّب القفّة، ما أكثر الممنوعات في هذه السجون، وأجمع أفكاري:

أجدك، هذا رائع، الأخبار شحيحة يا فاهم "بن قردان حضرت طوال هذا الأسبوع، ويبدو أنّ الأهالي صمدوا وحقّقوا مطالبهم..."

لا أجدك، أرتاح من شحّ الأخبار إلاّ أنّني أنزعج، فقد عرفت أنّ السجين من أجل قضيّة عادلة يجد بسرعة آليات نفسيّة وعقليّة للتعايش مع "الغرفة" والقضبان الحديدية والأسوار العالية. وتغيير السجن حتّى للتداولي يفتح معركة التأقلم من جديد.

حضرت "القفّة" ولم تحضر أفكاري كما عهدت.

قبلوا القفّة، ودخلتُ.

وجدتك تسأل كعادتك، بن قردان – حسن بن عبد الله – الرديّف – الجزيرة...

قُلت لماذا لم يأخذوك إلى موعدك؟

قضّيت أسبوعا صعبا. آلام الأضراس.

هل عادك الطبيب؟

نعم تعفّن بأحد الأضراس سيتمّ قلعه، طلبت تأجيل الموعد..

أعرف أنّ السجن يحرّك الأمراض القديمة ويأتي بأخرى جديدة وأعرف يا فاهم وقد تكون أنت أيضا تعلم بأنّ أهل السجين كثيرا ما يعمدون إلى إخفاء متاعبهم في "البالروار"...

في الأسبوع الماضي، بعد زيارتك، وجدت سيّارة البوليس السياسيّ "4/4" الخضراء الشهيرة راسية أمام متجرنا، ظلّوا هناك أكثر من ساعة، يراقبون الهواء واللاشئ.

بالليل "حاولوا" خلع المتجر وأعادوا ذلك في الليلة الموالية وكالعادة سجّلوا الجريمة ضدّ مجهول!!!

أهالي بن قردان انتصروا وأعادوا للواجهة ملحمة الحوض ألمنجمي، انتصروا يا فاهم ولعلّ ما نقص تلك الاحتجاجات "كاميرا جريئة" تنقل عصيان الأهالي وهمجيّة البوليس.

مثل عادتك تنهي زيارتك وتقول "سلامي إلى كلّ الأحرار الصامدين في تونس والعالم".

الحرّية للفاهم بوكدّوس

عفاف بالناصر
قفصة في 23 أوت 2010


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني