الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بطاقة زيارة
عفاف بالناصر:
بطاقة زيارة
28 كانون الأول (ديسمبر) 2010

صرّح الفاهم بوكدّوس لي في زيارة هذا الاثنين أنّه لم ينم طيلة ليلة الجمعة الماضي منذ سمع من قارئة أخبار الثامنة بالتلفزة التونسيّة (التي لا يمكنه مشاهدة سواها في السجن) في نبرة تليق بقراءة بلاغات الحروب النظاميّة نبأ استشهاد الشابّ محمّد العماري برصاص قوات مكافحة الشغب في منزل بوزيّان. لقد أحسّ بجرح دام في الأعماق، حيث كان من الأفضل أن تضيء شموع احتفالات آخر السنة، غير أنّ الزنزانة أنيرت بشهب دم فائر لشابّ متطلّع لحقّ العمل حتّى وإن (لم يعُد بالإمكان العمل في هذه البلاد ما لم يكن المرء متواطئا مع الحكومة) كما ورد على لسان أحد أبطال "ماريو بارغاس يوسا" في روايته "شيطانات الطفلة الخبيثة".

ويشير بوكدّوس إلى أنّ تزامن الاحتجاج الأهليّ بجهة سيدي بوزيد مع الذكرى الثالثة لانطلاق الحراك المنجميّ يؤكّد مرّة أخرى أنّ معنى الانتفاضة آخذ باستمرار في التبلور في الذهنيّة الجماعيّة للشعب التونسي رغم المحاولات اليائسة للجمه بالقوّة الماديّة وبوسمه بالشغب والعمل الفرديّ المتهوّر والصيد في الماء العكر في البلاغة الخشبيّة لنظام الحكم. وهذا المُعطى يتطلّب ضرورة تعاطي غير بافلوفي مع حقّ المواطنة الاجتماعيّة عبر الاستجابة الطوعيّة والناجعة للمشاكل المُزمنة للشباب المُفقّر والمُهمّش والمُعطّل والمقهور، وتفعيل كلّ الآليات الضروريّة في تحقيق التنمية العادلة والشغل الكريم وتوفير كلّ الخدمات الاجتماعيّة دون توظيف سياسوي.

من جهة أخرى شدّد الفاهم على أنّ الاحتجاجات المشروعة بجهة سيدي بوزيد كشفت مرّة أخرى عطالة الإعلام الرسميّ وشبه الرسميّ في تعامله مع تلك التحرّكات حيث اقتصر على متابعة ذيولها في نأي واضح على نبض الشارع وعلى المشاكل الجدّية للمحتجّات والمُحتجّين، غير أنّه يحيّي شجاعة الأحرار من زملائه وزميلاته في محاولتهم نقل ما حصل ويحصل رغم ما وصف به عملهم المهني الاحترافي ظلما بالتأويل والتوظيف والركوب على الأحداث حينا والتحريض على الشغب والتشكيك في خيارات البلاد والتآمر على أمنها أحيانا في تجريم علنيّ لحقّ الإخبار وتبادل المعلومة.

- الحرّية والكرامة لكلّ لأبناء شعبنا
- المجد للشهداء والخزي للغاصبين والقتلة

عفاف بالناصر
27 ديسمبر 2010


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني