الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بلاغ إلى الرأي العام
عبد الجبار المدوري:
بلاغ إلى الرأي العام
16 آذار (مارس) 2006

إنني الممضي أسفله عبد الجبار المدوري روائي وعضو "رابطة الكتاب الأحرار" وسجين سياسي سابق أعلم الرأي العام بما يلي:

عندما كنت في طريقي نحو منزل السيدة راضية النصراوي، المحامية ورئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب والسيد حمه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي وعلى مستوى المركب الجامعي بالمنار من جهة المدرسة القومية للمهندسين، فوجئت بمجموعة كبيرة من أعوان البوليس السياسي يقارب عددهم العشرين يحاصرونني وبدأوا بالتهجم عليّ بعبارات بذيئة طالبين مني الإفصاح عن وجهتي. وقاموا بعد ذلك بإمساكي بالقوة وجري إلى مكان بعيد عن الأنظار حيث أشبعوني ضربا وركلا على كامل أجزاء بدني وخاصة على رأسي وصدري وساقيّ. وتحرّش أحدهم بي جنسيا ولمس مؤخرتي بإصبعه وطلب مني القول بأن "البوليسية رجال وأنني لست رجلا"، وعندما رفضت ذلك وبدأت بالصياح وطلب النجدة من المارة، علما وأن أعوان "الأمن الجامعي" كانوا يتابعون مشهد الاعتداء دون أن يحرّكوا ساكنا، عمد المدعو "يسري" إلى قطع أنفاسي بواسطة معطفي الذي لفه بقوة حول وجهي إلى درجة شعرت فيها بالاختناق والإغماء. وقد تركوني ملقى على الأرض بعد أن افتكوا مني أوراقا شخصية كانت بحوزتي وهاتفي الجوال ومبلغا من المال يقارب الأربعين دينارا. وتجدر الملاحظة أنهم استعملوا هاتفي الجوال للتهجم بكلام بذيء على زوجتي السجينة السياسية السابقة.

وكان من بين من اعتدوا عليّ أعوان من البوليس السياسي سبق لهم وإن اعتدوا علي في مرات سابقة آخرها يوم 24 فيفري بمحطة المترو بساحة برشلونة بمناسبة التجمع الذي دعت إليه هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات. ومن بين هؤلاء الأعوان المدعو يسري والمدعو مراد. وقد خلف لي هذا الاعتداء أضرارا بليغة بصدري ورأسي وساقي اليمنى، مما استوجب نقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

إن هذا الاعتداء له صبغة انتقامية خاصة وأنه حصل في وقت كنت فيه في طريقي نحو منزل السيد حمه الهمامي ولم يكن هناك ما يدعو لمنعي من مواصلة طريقي. وحتى عندما حاولت الرجوع من حيث جئت لم يتركوا سبيلي وأصروا على جري نحو مكان منزو والاعتداء عليّ. وكانوا يرددون أثناء الاعتداء عليّ أن الغاية من ذلك هو "تأديبي" حتى لا أعود إلى ممارسة أي نشاط سياسي.

كما أن هذا الاعتداء كان بالإمكان أن يؤدي إلى وفاتي باعتبار وأن الضربات تركزت على أماكن حساسة (الرأس والقلب) وباعتبار أن عون البوليس المدعو "يسري" الذي سدد لي ضربات غاية في الوحشية سبق له أن اعتدى علي وهددني بالقتل قبل أربع سنوات تقريبا وبعد خروجي من السجن بأسابيع قليلة في نوفمبر 2002.

إن هذا الاعتداء يندرج في إطار جملة الاعتداءات التي تعرضت لها سابقا وأيضا في إطار حرماني من جميع حقوقي بما في ذلك حقي في الشغل وفي جواز سفر ودفتر علاج...

إني أعتبر أن حياتي أصبحت في خطر حقيقي وأحمّل السلطات التونسية مسؤولية ما حصل لي وما قد يحصل لي في المستقبل من اعتداءات.

تونس في 14 مارس 2006

الإمضاء: عبد الجبار المدوري

ملاحظة

بعثت الأستاذة راضية النصراوي، المحامية لدى التعقيب ورئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب برقية إلى وزير الداخلية تطالبه فيها بالتدخل لإرجاع ما سلبه أعوانه من منوبها عبد الجبار المدوري (هاتف جوال ومبلغ مالي وأوراق شخصية) وفتح تحقيق في الموضوع وإحالة المعتدين على القضاء لينالوا ما يستحقوا من عقاب.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني