علمت الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب عبر عائلة الطيب بن عثمان، السجين السياسي المحكوم ضمن قضية الحوض المنجمي، أن هذا الأخير تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة خلال المدة الأخيرة بسجن إقامته بسيدي بوزيد. فقد لاحظت العائلة بمناسبة زيارته يوم الاثنين 27 جويلية الجاري آثار تعذيب في وجهه كما لاحظت أن حالته الصحية متدهورة. وأكد لها الطيب بن عثمان أنه دخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة والإهمال الصحي إذ أن بصره يضعف باستمرار دون أن يتلقى العلاج الضروري على يد اختصاصي. كما ذكر أن الأعوان انتزعوا منه صورة ابنه البالغ من العمر 3 سنوات للتشفي منه. وقد قطع أعوان السجن الزيارة المباشرة التي منحت للعائلة بعد أكثر من عام من اعتقال الطيب بن عثمان ليتمكن من رؤية ابنه بعد حوالي دقيقتين من بدايتها. وعلى إثر احتجاج العائلة تواصلت الزيارة ولكن من وراء حاجز لمدة دقائق أخرى وهو ما كان له سيء الأثر على الابن الصغير الذي تؤكد العائلة أنه أصيب بصدمة نتيجة الحالة التي كان عليها والده (آثار التعذيب وسوء الحالة الصحية) ونتيجة سوء معاملة الأعوان له وللعائلة (قطع الزيارة والطرد).

إن الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب:

1 – تستنكر ما يتعرض له الطيب بن عثمان في سجن سيدي بوزيد من تعذيب وسوء معاملة وإهمال صحي قد يؤدي إلى فقدانه البصر وهي تطالب بفتح تحقيق قضائي في التعذيب وتتبع الجناة كما تطالب بتمكين المعني من العلاج الضروري في أسرع وقت ومن مقابلة ابنه بصورة مباشرة وفي ظروف إنسانية لائقة.

2 – تذكـّر أن حالة الطيب بن عثمان ليست معزولة عن حالة بقية سجناء الحوض المنجمي الذين هم عرضة لسوء المعاملة والإهمال الصحي (تدهور الحالة الصحية لعدنان الحاجي وبشير العبيدي...) والإبعاد عن عائلاتهم بهدف التنكيل بهم وإذلالهم.

3 – تؤكد أن لا حل عادلا لقضية الحوض المنجمي إلا بإطلاق سراح كافة المعتقلين دون قيد أو شرط كمدخل ضروري وأساسي لمعالجة بقية المشاكل الأخرى ومنها التحقيق في الأحداث التي جرت بالمنطقة وتتبع المسؤولين أمرا وتنفيذا عن إطلاق النار على المتظاهرين وعن قتل الشبان الأربعة الذين سقطوا خلال هذه الأحداث بالرصاص أو بالصعقة الكهربائية أو بدهس سيارة الشرطة إلخ. وعن التنكيل بالأهالي وتخريب ممتلكاتهم ونهبها.

الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب
تونس في 28 جويلية 2009