الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بن قردان... الفرحة لم تكتمل، والأزمة لم تنته
بن قردان...
الفرحة لم تكتمل، والأزمة لم تنته
20 آب (أغسطس) 2010

تمكّن أهالي بن قردان بفضل نضالهم وصمودهم من قهر آلة القمع وفرض مطالبهم المشروعة. وبعد مواجهات عنيفة أثبت فيها الأهالي وحدتهم والتفافهم تراجعت السلطة وفتحت معبر راس جدير. إنه انتصار لنساء ورجال وشباب بن قردان، ولكل من ساندهم وتبنى مطالبهم من أبناء الشعب التونسي، من أحزاب معارضة ومنظمات وجمعيات مستقلة ومن صحافيين جازفوا بتغطية الأحداث رغم الحصار المضروب على المنطقة.

إنه انتصار تاريخي ستعود نتائجه الإيجابية ليس على بن قردان فحسب بل على كامل البلاد وسيكون حافزا لبقية الجهات المحرومة من التحرك للنضال من أجل مطالبها الاجتماعية الملحة. كما أن هذا الانتصار هو خير رد على حملات المناشدة وعلى بعض التحليلات التي تقول بأن الشعب التونسي لا أمل من ورائه وأنه خضع نهائيا للقمع. ها هي بن قردان تكذّب اليوم مثل هذه التحاليل الغارقة في التشاؤم، مثلما كذّبتها الرديف بالأمس. فالشعب التونسي وإن طال صمته سيأتي اليوم الذي فيه ينتفض ويفرض مطالبه.

لكن انتصار بن قردان يظل منقوصا إذا لم يقع إطلاق سراح جميع المعتقلين وتحميل السلطة كل تبعات الأزمة وذلك بفتح تحقيق جدي في عمليات المداهمة الليلية للمنازل والاعتداء على الأملاك والأشخاص ومحاسبة كل من يثبت تورطه في ذلك، والتعويض للضحايا عما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية.

كما أن أزمة بن قردان لن تنتهي إلا بإيجاد حلول للمشاكل التي كانت سببا في اندلاع الأحداث وفي مقدمتها معالجة جدية لمعضلة البطالة حتى لا تبقى المنطقة تحت رحمة التجارة الموازية وما تتطلبه من مجازفات ومخاطر وما تعرفه من تجاذبات سياسية بين النظامين الليبي والتونسي.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني