الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بيان حول الاعتداء الصهيوني على قافلة الحرية
فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير:
بيان حول الاعتداء الصهيوني على قافلة الحرية
3 حزيران (يونيو) 2010

تعيش الساحة العالمية على وقع عملية القرصنة التي ارتكبتها الآلة العسكرية الصهيونية في المياه الدولية ضد سفن الحرية التي كانت تحمل مؤونة وأدوية ومواد بناء وألعاب أطفال، للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والتي أفضت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المناضلين الأحرار المناصرين لحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية واسترجاع أرضه وإقامة دوليته الوطنية.

وبقدر ما اهتز لها الضمير العالمي فخرجت الجماهير في مسيرات سلمية غاضبة معبّرة عن استنكارها لهذه الجريمة المروعة فإن مجمل الأنظمة السياسية في الوطن العربي وفي الدول الاستعمارية اكتفت بالتعبير عن استيائها. فهذا التناغم في المواقف يشي بأنه ليس من المستبعد أن يكون الكيان الصهيوني قد أعلمها مسبقا بالهجوم، وكأنها بهذا الغضب الناعم تريد أن تمتص نقمة شعوبها وأن ترفع العتب عن نفسها. وإذا كانت الطبقة السياسية في الدول الاستعمارية قد صارت منذ أمد بعيد أسيرة للصهيونية وتعتبر لبس القبعة اليهودية والانحناء أمام نصب المحرقة النازية الشرط الواجب لنيل الدعم المالي والإعلامي الصهيوني في السباق نحو الرئاسة، فإن الأنظمة العربية ترتعد فرائسها خوفا من توقف تدفق مضخات المؤسسات المالية العالمية بالقروض والمساعدات. وبذلك صارت الصهيونية في مأمن من ردود فعل عملية رادعة. ذاك هو الواقع الذي جعل الكيان الصهيوني يستخف بالتحركات الجماهيرية العالمية ولا يأخذها بعين الاعتبار ويتحدى القيم الإنسانية والقوانين الدولية. غير أن الصهيونية تنسى أو تتناسى أن تداعيات تحدي القيم الإنسانية مازال منقوشا في ذاكرة الشعوب التي تعرّضت لجرائم النازية والفاشية وفي مقدمتها اليهود في أوروبا وهي ـ مهما بلغت من القوة والجبروت ـ لن تصل إلى مستوى جلاديها، ومن الأكيد أن مصيرها سيكون أسوأ من مصيرهم.

انطلاقا من هذه الحقائق التاريخية فإن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير يؤكد أن الاعتداء الذي تعرّضت له قافلة الحرية ما هو إلا دليل آخر على طبيعة الصهيونية كحركة إجرامية عنصرية تمارس نفس الأسلوب الذي مارسته العصابات الإرهابية الصهيونية (مثل الهاجاناه والأرجون وشترن) ضد الشعب الفلسطيني والتي أفضت إلى تهجيره من وطنه قبل تأسيس كيانها. وقد بدأ العالم الآن يعي طبيعة هذا الكيان وأهدافه وآليات عمله من خلال إرهاب الدولة.

ولا يسع الفرع إلا أن يحيّي مبادرة أبطال قافلة الحرية من الشهداء والمعتقلين وأن يضم صوته إلى أصوات الملايين من البشر ـ الذين أيقظت ضمائرهم هذه الجريمة ـ المطالبين بكسر الحصار وفتح المعابر، غير أنه يلفت الانتباه إلى أن رفع هذه المطالب لا يجب أن يحجب عنا أن القضية المركزية في الصراع هي دعم شرعية المقاومة الفلسطينية لاسترجاع الحق السليب وإزالة هذا الكيان العنصري التوسعي الذي يشكل وجوده ليس خطرا على الشعب الفلسطيني والأمة العربية فحسب بل على الإنسانية جمعاء.

المنستير 3 جوان 2010

رئيس الفرع
سالم الحداد


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني