الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بيان
حزب العمال الشيوعي التونسي:
بيان
29 حزيران (يونيو) 2008

شهدت بعض المدن التونسيّة اليوم، الأحد 29 جوان 2009، محاولات لتنظيم تظاهرات مساندة لأهالي الحوض المنجمي بولاية ڤفصة وفريانة بولاية الڤصرين ولأبنائهم المعتقلين الذين يتعرّضون للتعذيب والتنكيل والمحاكمات الجائرة، أو الملاحقين الذين التجأوا إلى الجبال وهم محاصرون فيها من قبل قوات البوليس والجيش، وعرضة للعطش والجوع والمرض والحوادث الخطيرة. وكالمعتاد واجهت السلطة هذه التظاهرات التضامنيّة بالقمع الوحشي.

ففي مدينة ڤفصة منعت قوات كبيرة من البوليس العديد من المناضلات والمناضلين من الوصول إلى مقرّ الحزب الديمقراطي التقدمي بالجهة حيث كان من المفروض أن ينعقد الاجتماع التضامني، وقد اعتدت هذه القوات على العديد من المناضلات والمناضلين بالعنف الشديد، نذكر منهم بالخصوص عمّار عمروسيّة وغزالة المحمّدي والحبيب التباسي. وقد تولـّى الاعتداء على عمار عمروسيّة رئيس فرقة الإرشاد بقفصة وأحد جلادي انتفاضة الحوض المنجمي المدعو محمّد اليوسفي الذي لم يتورّع عن تهديده بالقتل أمام العموم. وهذه هي المرّة الثالثة التي يتعرّض فيها عمّار عمروسيّة للتهديد بالقتل من قبل هذا الجلاد.

وفي مدينة القصيبة بولاية المنستير، حاصرت منذ الصباح الباكر أعداد غفيرة من قوات البوليس من مختلف الفرق المدينة وتمركزت في مداخلها لتمنع بالقوة القادمين من المدن والقرى المجاورة من الوصول إلى مقرّ حركة التجديد الذي كان سيحتضن الاجتماع التضامني. ومن الملاحظ أن قوات بوليسيّة حاصرت منذ ليلة البارحة مقرّ سكنى عبد الرحمان الهذيلي عضو "اللجنة الوطنيّة لمساندة أهالي الحوض المنجمي" وأحد الداعين إلى ذلك الاجتماع التضامني.

إن حزب العمال الشيوعي التونسي يدين هذه الممارسات القمعيّة التي تندرج ضمن انتهاك السلطة الممنهج للحريّات وبالخصوص منها حرية التعبير والاجتماع. وهو يعتبر أنّ السلطة تحاول من خلال هذه الممارسات عزل أهالي الحوض المنجمي ومدينة فريانة وتقديم حركتهم الاحتجاجيّة المشروعة على أنها حركة لا تتجاوز مجموعات صغيرة، وأبناءَهم المعتقلين ظلما بمن فيهم المناضل النقابي عدنان الحاجي والملاحقين على أنهم مجرمو حقّ عامّ.

كما يستنكر حزب العمال الاعتداء على عمار عمروسيّة بالخصوص وتهديده بالقتل من قبل الجلاد محمّد اليوسفي، وهو يحمّل السلطات بشكل عامّ وهذا الجلاد بشكل خاصّ مسؤوليّة كلّ اعتداء وجريمة ترتكب على عمّار عمروسيّة، مناضل حزب العمّال، وأحد رموز الحركة الديمقراطيّة والتقدميّة ببلادنا الذي تعرّض للسّجن أكثر من مرّة في عهدي بورقيبة وبن علي واضطرّ إلى العيش في السّرّية لسنوات طويلة منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي.

وأخيرا يدعو حزب العمّال كلّ القوى الديمقراطيّة إلى تفعيل التضامن مع أهالي الحوض المنجمي ومدينة فريانة حتى تكون في مستوى انتظارات هؤلاء الأهالي، وهو يكرّر دعوته إلى تكوين تنسيقيّة وطنيّة واسعة لنصرتهم ونصرة أبنائهم المعتقلين والملاحقين ومطالبهم المشروعة في الشغل والعيش الكريم، وإطلاق سراحهم ووقف التتبعات ضدهم وتعويض الأضرار الماديّة والمعنويّة التي لحقتهم.

حزب العمال الشيوعي التونسي

تونس في 29 جوان 2008


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني