الصفحة الأساسية > البديل الوطني > بيان
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان:
بيان
18 كانون الأول (ديسمبر) 2010

أقدم أمس الجمعة 17 ديسمبر 2010 الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على سوء المعاملة التي تعرض لها من قبل أحد أعوان التراتيب ببلدية المدينة بلغت حد الاعتداء عليه بالعنف حين أصر على حقه في ممارسة نشاطه كتاجر متجول لإعالة أسرته وفيرة العدد بعد وفاة والده، خاصة وأنه لم يتمكن من الحصول على شغل يناسب مؤهلاته الجامعية رغم محاولاته العديدة. وقد توجه البوعزيزي إلى مقر الولاية للتشكي غير أنه قوبل باللامبالاة فعمد إلى إحراق نفسه. ولا يعلم إلى حد مساء اليوم إن كان محمد البوعزيزي مازال على قيد الحياة أو أنه توفي متأثرا بالحروق البليغة التي لحقته.

وقد شهدت مدينة سيدي بوزيد يوم أمس تجمعا كبيرا للمواطنين أمام مقر الولاية وتواصلت الاحتجاجات اليوم بشكل أكثر حدة وتظاهر المواطنون في شوارع المدينة منادين بالحق في الشغل ومنددين بما يسمونه تجاهل السلطات المركزية لمنطقتهم مما جعل معدلات البطالة بها تتجاوز بكثير تلك الموجودة خاصة في الجهات الساحلية، ويؤكد المتظاهرون على استفحال ظاهرة بطالة خريجي الجامعات، وقد أرسلت تعزيزات هامة من أعوان الأمن إلى سيدي بوزيد لمواجهة الاحتجاجات. ويعتقد انه تم إلقاء القبض على عدد من المواطنين إثر هذه التحركات.

والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن أملها في إنقاذ حياة محمد البوعزيزي (إن لم يكن توفي بعد) وتترحم على روحه الطاهرة إن كان لقي حتفه، وتعبر عن تعاطفها مع عائلته، تطالب بفتح تحقق جدي وعاجل للوقوف على حقيقة هذه المأساة والمسؤولين عنها وإحالة كل من تثبت مسؤوليته على القضاء لينال جزاء ما فعله. كما تطالب بمعالجة فورية للوضع الاجتماعي بالمنطقة وتوفير الشغل لطالبيه خاصة من حاملي الشهادات العليا وتجنب المعالجة الأمنية للوضع الاجتماعي في سيدي بوزيد وإطلاق سراح كل من قد يكون تم القبض عليهم واتخاذ مبادرات عاجلة لإنهاء الاحتقان الذي تشهده المدينة.

تونس في 18 ديسمبر 2010
عن الهيئـة المديـرة
الرئيـس
المختــار الطريفي


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني