نزل الآلاف من المواطنين، صبيحة اليوم الاثنين 9 أفريل 2012، للاحتفال سلميّا بذكرى عيد الشهداء بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وذلك تلبية لنداءات العديد من الأحزاب السياسية والجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، فقابلتهم قوات البوليس بحملة قمعية شرسة فاقت في بربريتها ووحشيتها ما كانت تلقاه التحركات في عهد بن علي.

لقد بادرت قوات البوليس التي استقدمت تعزيزات غفيرة، مدعومة بعناصر من ميليشيات مدنية يشتبه في انتمائها لحزب من أحزاب الترويكا الحاكمة، بمنع المواطنين من دخول شارع الحبيب بورقيبة مستعملة كمّيات كثيفة من الغازات المسيلة للدموع من نوعية جديدة مضرّة بشدة بالصحة. وإلى جانب ذلك اعتدت قوات البوليس بالهراوات واللكم والشتم وكل أنواع الإهانة دون تمييز، نساء ورجالا وأطفالا ونشطاء سياسيين ومناضلين من المجتمع المدني وصحافيين ومسرحيين ونواب مجلس تأسيسي وغيرهم. وقد نتج عن هذه الاعتداءات عدد كبير من المصابين برضوض وإغماءات وكسور خطيرة إلى جانب عدد كبير من الايقافات.

وأمام هذه التّطورات الخطيرة فإن حزب العمال الشيوعي التونسي:
 يندّد بهذه الممارسات القمعية الشرسة ويطالب بشدة بمحاكمة الضالعين فيها أمرا وتنفيذا.
 يدعو المجلس الوطني التأسيسي، بصفته السلطة الشرعية الوحيدة، لتحمّل مسؤوليته واتخاذ الاجراءات الضرورية حيال الحكومة ووزير الداخلية.
 يجدد تمسكه بحق المواطنين في ممارسة حقهم في التظاهر والتعبير السلمي حيثما أرادوا بما في ذلك في شارع الحبيب بورقيبة.
 يعرب عن مساندته وتعاطفه التام مع ضحايا القمع ويدعو إلى إطلاق سراح الموقوفين منهم فورا ودون شروط.
 ينبّه الشعب التونسي إلى خطورة المنعرج الذي تمرّ به البلاد وإلى مسعى الحكومة الواضح إلى العودة بها إلى ما قبل الثورة على جميع الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
 يحمّل الحكومة المسؤولية في كل ما حصل وما قد يحصل جراء هذه السياسة المعادية للحرية وللعدالة الاجتماعية وللكرامة الوطنية.
 يدعو كل القوى التقدمية والديمقراطية، احزابا ومنظّمات وجمعيات ومناضلين وجماهير شعبيّة إلى رصّ صفوفهم ضدّ هذه التوجّهات المتعارضة مع مصالح الشعب والإصرار على مواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة والعدالة وكل أهداف الثورة.

عاشت نضالات الشعب التونسي.
لا للقمع، لا للإستبداد.
من أجل استكمال اهداف الثورة.

حزب العمال الشيوعي التونسي
تونس في 9 أفريل 2012