الصفحة الأساسية > البديل الوطني > تأسيس المنتدى الاجتماعي التونسي
تأسيس المنتدى الاجتماعي التونسي
24 نيسان (أبريل) 2006

على مدى يومي السبت 22 والأحد 23 أفريل الجاري تواصلت أشغال الجلسة العامة التأسيسية للمنتدى الاجتماعي التونسي، وقد جرى الافتتاح بنزل أميلكار التابع للاتحاد العام التونسي للشغل بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس. وحسب تقدير بعض المشاركين فقد تابع أشغال جلسة الافتتاح ما لا يقل 700 مشارك ومدعو وضيف من الداخل والخارج.

فضمن الضيوف الأجانب حضر ممثلون عن المنتدى الاجتماعي العالمي (Gustavo Marin) وممثلون عن المنتدى الاجتماعي المغاربي وعن مبادرة الحركات الاجتماعية بفرنسا وبإيطاليا ومن أسبانيا، كما حضرت وجوه ناشطة ضمن جمعيات الهجرة التونسية مثل السادة محيي الدين شربيب وجلول بن حميدة ولخضر لالة. أما من الداخل فإلى جانب حوالي 300 مشارك باسم أكثر من 20 جمعية معترف بها وعدد آخر من الجمعيات غير المعترف بها (رابطة الكتاب الأحرار وراد أتاك وجمعية مناهضة التعذيب ...) فقد دُعِيَ للجلسة الافتتاحية عدد كبير من الشخصيات الوطنية السياسية والحقوقية والنقابية ومن رؤساء الجمعيات والمنظمات المستقلة ومن المثقفين والكتاب والشعراء والموسيقيين والفنانين والرسامين والصحافيين والطلبة والنقابيين ...

انطلقت الأشغال مع الساعة السادسة مساء بكلمة للسيد منصف اليعقوبي عضو القيادة النقابية رحب من خلالها بالحضور مؤكدا على ان الجلسة العامة التأسيسية هي تتويج ناجح لمسار طويل من العمل والنشاط المتعدد والمتنوع من أجل بعث منتدى اجتماعي في تونس، ثم وفي حركة بليغة من التضامن أحال رئاسة الجلسة لعضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السيد عبدالرحمان الهذيلي الناشط في مجال المنتدى الاجتماعي.

وقد تداول على الكلمة تباعا ممثل المنتدى الاجتماعي العالمي وممثلي الحركات الاجتماعية المغاربية فالفرنسية فالإيطالية فالأسبانية على إثرها عُرِضَ على الحاضرين برنامج الجلسة العامة التأسيسية وخاصة ورشات العمل التي جرت فعالياتها يوم الأحد 23 أفريل 2006.

واستمرت أشغال اليوم الافتتاحي كامل مساء وسهرة يوم السبت من خلال نشاط ثقافي قرأ فيه الشاعر أولاد أحمد مقطوعات شعرية وغنت فيه فرق البحث الموسيقي (بمجموعتيها) والعودة مجموعات من الأغاني الملتزمة. ورغم ما ساد هذا الحفل الساحر من اضطراب نتيجة نقص في التنظيم فقد تابعه عدد كبير من الحضور الشبابي خاصة.

أما اليوم الثاني فقد شهد انطلاق أعمال الورشات وهي خمس توزعت ثلاث منها على مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل وواحدة في مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وأخرى بمقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وقد واكب أشغال هذه الورشات عدد كبير من المشاركين حيث فاق عددهم الجملي الثلاث مائة مشارك حسب تصريحات بعض المشرفين على الجلسة. أما المواضيع فقد شملت المحاور التالية :
- الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للعولمة الليبرالية والحركات الاجتماعية
- الشباب وحق الشغل
- مسيرة النساء نحو المساواة
- التضامن مع حركات التحرر العربي والعالمي
- الديمقراطية وحقوق الإنسان

وكان دُعِيَ عدد من المناضلين والشخصيات لافتتاح هذه الورشات بمداخلات تأطيرية مثل السيدة أحلام بلحاج وعبد الجليل البدوي وخديجة الشريف وأنور القوصري ورجاء الدهماني وحسب انطباعات العديد من المشاركين فقد جرت أعمال الورشات في مستوى راق من العمق والهدوء ومن الجدل الديمقراطي المتنوع والصريح.

وبعد فترة الاستراحة والفطور عرضت تقارير الورشات على جلسة عامة للنقاش والموافقة كما تناولت هذه الجلسة جملة من النقاط المتصلة بآفاق المنتدى منها مواعيد النشاط القادمة والجوانب التنظيمية والعملية وقد ترأس هذه الجلسة التي شهدت نقاشات متحمسة السيد عبيد البريكي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد.

وتُلِيَ في خاتمة أشغال اليوم الثاني بلاغ الإعلان رسميا عن بعث المنتدى الاجتماعي التونسي الذي استغرقت أعمال الدعاية له وتحضيره ما يقارب الثلاث سنوات.

وهكذا تتعزز ساحة الحركة الاجتماعية بفعالية جديدة نعلم جميعا أهمية الإضافة التي هي بصدد تقديمها في البلدان الأخرى التي لها تجربة أكبر من تجربتنا التونسية، ونرجو أن تستمر مسيرة المنتدى الاجتماعي وأن يكون بالفعل إطارا واسعا وديمقراطيا لكل الحركات الاجتماعية التي تشهدها بلادنا، كما نهنئ المناضلات والمناضلين الذين سهروا على هذا المشروع وبلغوا به شاطئ النجاح وسنحاول في القريب – إذا ما تمكنا من الحصول على ما صدر عن الجلسة العامة التأسيسية – نشر لوائح المنتدى للتحسيس وللتعريف به خدمة للحركة الاجتماعية في بلادنا.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني