الصفحة الأساسية > البديل الوطني > حقيقة بن علي الإجرامية
حقيقة بن علي الإجرامية
1 كانون الثاني (يناير) 2011

لقد ظن بن علي أنه بقيامه بمجزرة الرديف في 2008 وقتله بأعصاب باردة شهداء الحركة، هشام بن جدو والحفناوي مغزاوي وعبد الخالق عميدي، وما تلا هذه الاحتجاجات من محاكمات جائرة. كذلك الأمر بحراك واحتجاجات بنقردان وفريانة والصخيرة جبنيانة وما أعقبها من إيقافات جماعية، لقد ظن أنه بهجمته الفاشية سوف تركع الحركة الاحتجاجية وتلجم ويفرض ما يسمّى زورا "بالسلم الاجتماعية". لكن أحداث سيدي بوزيد لا بل انتفاضة البواسل سفّهت أحلامه وكذّبت تصوراته. فها هي جماهير الشعب تنتفض بعد إقدام الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده بالبنزين، وامتدت هذه الاحتجاجات إلى المعتمديات المجاورة وإلى كافة أنحاء البلاد بسرعة كبيرة، حيث جوبهت بقمع كبير ممنهج ومدروس.

وأعتقد أن هذه الاحتجاجات ارتكزت حول محورين أساسيين:
الأول: اقتصادي، يتمثل بحق العمل البوابة الحقيقية للحياة وضمانه والتنمية العادلة.
الثاني: سياسي، تمثل في حرية التعبير والتصدي للقمع المسلط على رقاب من يطالب بحقه في الحياة والعيش الكريم..

ولقد أمعن هذا النظام في الديماغوجيا والكذب والرياء والتنكيل بالشعب والقتل والتقتيل.. ومواصلة منه في كشف وجهه الحقيقي المعادي للوطن والشعب، فإن بن علي أمر بل أعطى الضوء الأخضر لآلته القمعية للامعان في الغطرسة والتنكيل بهذا الشعب الأعزل الذي يعاني من وضعه المادي الرديء ومن الفقر والمرض وسوء التغذية ويعاني من هذه الديكتاتورية الغاشمة ومن كبتها لأبسط الحريات الديمقراطية. والذي بات أي الشعب على يقين تام بطبيعة هذا النظام المسؤول المباشر على حاله. وامتدت آلته البوليسية إلى قتل الشهيد محمد لعماري وجرح الكثير بالرصاص الحيّ في سيدي بوزيد وفريانة وسلّط هذه الهجمة أخيرا وبأمر منه على النقابيين وبعض السياسيين عطية العثموني الذي أطلق سراحه أخيرا بعد تعنيفه وتعذيبه والمناضل عمار عمروسية مراسل صحيفة البديل أكسبريس والعضو القيادي في حزب العمال الشيوعي التونسي والذي لا نعلم أخباره حتى هذه اللحظة. كذلك الأمر بالنسبة لأصحاب البدلة السوداء المحامين الذين هبّوا لمناصرة هذا الشعب في تونس وسيدي بوزيد وقفصة وجندوبة والمنستير وقرمبالية وسوسة، حيث تم اعتقال الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد وفيصل التليجاني و... والتنكيل بهم ماديا ومعنويا من قبل زبانية بن علي.

ومعلوم للقاصي والداني استمرار بن علي في غيّه واشتداد الهجمة العدوانية الشرسة ضد أبناء الشعب الأعزل واحتجاجاته التي اتسعت كالنار في الهشيم.. في ربوع هذا الوطن الحبيب. وما تمارسه هذه العصابة الإرهابية من تصعيد خطير جعل مأساة هذا الشعب المسكين تتصاعد وتكبر أمام الوحشية والإجرام الذين بلغا حدا يفوق الخيال.

وعلى خلفية الحرب التي أعلنها بن علي على الشعب كما وصف ذلك الرفيق حمه الهمامي الناطق الرسمي لحزب العمال الشيوعي التونسي بحق، في خطابه الأخير وتوعّده ووعيده وممارسات آلته البوليسية وما حظيت به هذه الممارسات من دعم وتأييد منه شخصيا ومن زمرته الضالّة إذ تطابقت هذه السياسة مع النهج العدواني الذي شبّ عليه ودأب على بلورته منذ انقلابه في 07/11/1987، تحركت جندرمة بن علي في كافة أرجاء البلاد لتدسوس الإنسان وحقوقه، في محاولة لوقف هذه الاحتجاجات بالحديد والنار..

وعلى ما تقدم يمكن القول أن إدارة بن علي تقوم بتأكيد الالتزام على سلوك المنهج الفاشستي في قمع كل حراك من شأنه أن يفضح سياسة التجويع والتنكيل اليومي، والحفاظ على هذا التفوق المني وتعطّشه المفزع لدماء هذا الشعب، واستخدام أبشع وسائل التعنيف والتنكيل والتعذيب.لتعطيل حركة ومسيرة هذا الشعب نحو الحرية والعيش الكريم..

فانحياز بن علي إلى القتل والتقتيل وإخماد حراك هذا الشعب بالحديد والنار.ليس بالأمر الجديد فقد شكّل ركنا أساسيا وهاما في سياسة هذه العصابة النهّابة،ولكن وانطلاقا من إيمان هذا الشعب بحقيقة آماله في التحرر من هذه الطغمة الفاسدة، فإنه على العهد دوما في مواصلة نضاله وتضحياته من أجل بلوغ المنشود إن عاجلا أو آجلا..

يسقط جلاد الشعب
يا عصابة السراق

نجمة سعيد


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني