الصفحة الأساسية > البديل الوطني > حياة الفاهم بوكدّوس في خطر
بطاقة زيارة:
حياة الفاهم بوكدّوس في خطر
4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

كنت في مرّات سابقة أشرت أكثر من مرّة إلى الحالة الصحيّة المُتدنّية لزوجي، ونبّهت إلى خطورة استمرار سجنه في تلك الأوضاع المزرية (رطوبة، تدخين، توتّرات نفسيّة...) وذاك التهاون الطبّي في معالجة أمراضه المتعدّدة. ولعلّ إخلال إدارة السجون المُتعمّدة في المُتابعة الطبيّة للفاهم وفق المواعيد المُحدّدة والتسويف في نقله للأخصّائيين الذين تولّوا معالجته قبل اعتقاله ومن جهة أخرى في الاستعمال المُكثّف للمضادّات الحيويّة، لعلّ هذا وغيره دليل لا يقبل الدحض على الطابع الإجرامي للاستمرار في حبس الفاهم والاستهتار ليس بحرّيته وإنّما بحياته أصلا، ممّا يجعلني لا أبالغ عندما أعلن أمام الجميع "ما صدر ضدّ الفاهم ليس عقوبة سالبة للحرّيّة وإنّما قرار بالقتل البطيء وجريمة جديدة في تاريخ هذا النظام".

مثلما أسلف أشرت أكثر من مرّة إلى أوضاعه الصحّية وإلى استمرارهم في الاستخفاف بها. ممّا فاقم حالته وأدّى إلى:

1- تعاقب أزمات الربو الحادّة وتسارع وتائرها كما لم يحدث من قبل. فبعد أزمة 27 سبتمبر عرف ليلة 4 أكتوبر وعكة جديدة.

2- بالرغم من كلّ "المضادّات الحيويّة" لا زال فاهم يعاني من التهاب في الحنجرة!!!

3- أضاف السجن لتلك الأمراض مرضا جديدا، إذ أضحى فاهم يعاني آلاما مستمرّة في المعدة.

واليوم فإنّ حياة زوجي أصبحت مُهدّدة وفي خطر حقيقيّ وهو ما أدّى بإدارة السجن المدني بقفصة إلى نقله على جناح السرعة فجر 4 أكتوبر إلى المستشفى الجامعي فرحات حشّاد بسوسة (حيث تمّ عرضه على أطبّاء مختلفين طبيبه المباشر، طبيب سجن المسعدين...) مكّنوه بطبيعة الحال من أدوية وعقاقير جديدة فيها مضادّات حيويّة وفيها "البخّاخات"...

نُقل الفاهم صباحا وتمّ في ذات اليوم إرجاعه إلى السجن المدني بقفصة في إجراء غير مألوف بالسجون التونسيّة ممّا يطرح أسئلة عديدة حول مثل هذا الأسلوب في التعامل وهذه الطُرق العلاجيّة.

أعادوه إلى حبسه، حيث زرته مساء هذا اليوم، وكان منهكا وعليلا كما لم أره من قبل...

الحياة والحرّية للفاهم بوكدّوس
والقيود للمجرمين الحقيقيين

عفاف بالناصر
4 أكتوبر 2010


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني