الصفحة الأساسية > البديل الوطني > رأس النظام التونسي يضمر اغتيال الصحفي الفاهم بوكدوس
رأس النظام التونسي يضمر اغتيال الصحفي الفاهم بوكدوس
9 تموز (يوليو) 2010

"إنني حين اخترت مهنة الصحافة، فقد اخترت صف الكلمة الحرة والنظيفة والمنحازة للحقيقة ، وأنا أعرف جيدا الضريبة المفروضة على من اختار هذا النهج، وأنا لن أكون أقل جرأة وشجاعة ممن سبقني في هذا الدرب، فلن تربكني الأحكام الجائرة ولن أتخلف عن تقديم الضريبة ولو كانت حياتي،فلتكن حياتي ثمنا فداءا للحرية والديمقراطية".الرفيق الفاهم بوكدوس.

إن الزج بالفاهم بوكدوس في السجن على خلفية تهم باطلة، رغم أنه يصارع مرض الربو الحاد- في مرحلته المتقدمة- هو حكم عليه بالموت، مع سابق الإضمار والترصد، و يتحمل مسولية جريمة القتل هذه رأس النظام، إذ هو على بينة بكل ما يحدث، ومن المرجح أنه هو الذي أعطى الأمر بالتنفيذ.

وفي هذا السياق أدانت عديد المنظمات الوطنية والدولية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف بقفصة يوم الثلاثاء 6 جويلية في قضية الفاهم بوكدّوس، والقاضي بسجنه 4 سنوات مع النفاذ، وذلك على خلفية تغطيته للاحتجاجات التي عرفتها منطقة الحوض المنجمي سنة 2008.

وقد أدانت مراسلون بلا حدود الحكم واعتبرته مخالفا للمبادئ الأساسية للقضاء التونسي، كما أدان الاتحاد الدولي للصحفيين قرارالمحكمة التونسية إدانة صحفي بتهمة "تكوين وفاق إجرامي من أجل الاعتداء على الأشخاص"، وهي التهمة التي اعتبرها الاتحاد كيدية، لأن بوكدوس اتهم بعد تغطيته المظاهرات العامة ضد البطالة والفساد في منطقة الحوض المنجمي، وصرح "ايدين وايت"، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين بأن إدانة بوكدوس خطأ جسيم للعدالة، رفضت محكمة الاستئناف بقفصة تصحيحه، معتبرا أن بوكدوس ضحية حكومة لا تحتمل النقد والمعارضة".

كما أدان المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع إدانة بوكدوس معتبرا قضيته قضية رأي من أجل تجريمه ومعاقبته على نشاطه الصحفي الذي من المفترض أن يكون أمر عاديا محميا بالقوانين التونسية والدولية.

وأدان المرصد بشدة الحكم الذي صدر على إثر محاكمة بدون مرافعات ودون أن يمكّن المتهم من تقديم وسائل دفاعه على حد تعبير البيان.

وطالب بإلغاء الحكم وحمّل السلطات التونسية كل تردّ يمكن أن يطال صحّة الفاهم بوكدّوس أو حياته. يشار إلى أن بوكدوس لم يتمكن من حضور المحاكمة وهو نزيل بالمستشفى لتلقي العلاج بسبب أزمة ربو حاد.

وقد عملت أجهزة البوليس على إخراجه من المستشفى ليلة المحاكمة وإكراه الطبيب المناوب للتوقيع على اخراجه.

المجد للكلمة الحرة، الحياة للرفيق الفاهم.

عزالدين بوغانمي


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني