الصفحة الأساسية > البديل الوطني > رسالة مفتوحة إلى صديقي الفاهم بوكدّوس
رسالة مفتوحة إلى صديقي الفاهم بوكدّوس
1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008

أخطّ لك هذه السطور البسيطة لأعبر لك عن تحياتي وأشواقي أولا ولأكبر فيك صمودك وتضحياتك رغم ظروفك الصحية الصعبة ثانيا.

أعرف عنادك وحبّك للنضال من أجل أبناء وبنات شعبك، من أجل الفقراء والمحرومين. كنت ألمس وأنت تغطي أحداث الحركة الإحتجاجية بالحوض المنجمي عبر قناة الحوار التونسي تحسّسك لقضاياهم وتعاطفك معهم باعتبارك جزءا منهم تحسّ بما يحسّون وتعاني ممّا يعانون. كنت صادقا وجريئا، لم تساوم ولم تهادن. نقلت الأحداث بأمانة نادرة وساهمت بكل تواضع في شحذ الهمم وكسر الطوق الإعلامي الذي ضربته وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية على حقيقة ما يجري في الحوض المنجمي.

لقد أضأت الشموع حتى يقرأ أبناء بلدك وكل العالم حقيقة ما يدور هناك. وصمدت الحركة وشقت طريقها بثبات متخطية مراحل صعبة ولم يستطع أعداؤها القضاء عليها بدون ثمن أو بأخفّ الأضرار مثلما خططوا لذلك في البداية، واستعملوا الرصاص الحيّ والقمع المفتوح قبل تسرّب العدوى إلى بقية المناطق المحرومة.

كان طبيعيا – حسب منطق الديكتاتورية – أن تكون جزءا من "العصابة" إلى جانب عدنان وعادل والطيب وبشير وكل شرفاء الحوض المنجمي الذين يقبعون الآن في السجون. عادي جدا- في منطقهم - أن تحاكم ويرمى بك في السجن حتى تهدأ العاصفة وتواصل الديكتاتورية نهبها لخيرات البلاد والدّوس على حقوق ومصالح الطبقات الشعبية وبيع الوطن.

أعرف أنك مرفوع الهامة لم يساورك أدنى شك في أن ما قمت به هو أبسط واجب تؤديه نحو أبناء شعبك، وأعرف أن تهمة الإنتماء إلى "عصابة المفسدين" تشرّفك وستعلي من شأنك وتزيدك إصرارا على مواصلة النضال من أجل الكلمة الحرة ومن أجل الحقيقة.

أشدّ على يديك وإلى اللقاء القريب.

صديقك م. ر.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني