الصفحة الأساسية > البديل الوطني > رسالة هيئة 18 أكتوبر بباريس لمؤتمر الرابطة التونسية التونسية للدفاع عن حقوق (...)
رسالة هيئة 18 أكتوبر بباريس لمؤتمر الرابطة التونسية التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
26 أيار (مايو) 2006

تشهد تونس موجة غير مسبوقة من القمع تستهدف تجفيف ينابيع الصمود في المجتمع، حيث صمم نظام الاستبداد في الفترة الأخيرة علي تجريد الشعب التونسي من قواه ونخبه الحية، فكان حظ الجامعيين و المثقفين والمبدعين التهميش و العداء، وحاصر إرادة الاستقلالية المتنامية في صفوف القضاة وخنق أنفاس أحزاب وتيارات المعارضة الحقيقية وفي القلب منها مكونات هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، وواصل سياسة العزل والرقابة الأمنية المنهجية تجاه التحركات الاجتماعية والحركة النقابية العمالية والشبيبة الطلابية، وخص نساء ورجال الدفاع، محاميات ومحامو تونس بحملة أمنية وإعلامية وبعنف بوليسي مذل، وأمعنت الدكتاتورية قي تصعيد نهج قطع الأوصال والقضاء على كل مقومات المناعة داخل المجتمع، وذلك في مناخ من التخويف والتعتيم .

ولان الشاهد الأكبر، الحائز على مكانة رمزية على الصعيد الأخلاقي والسياسي، هو الرابطة التو نسية للدفاع عن حقوق الإنسان، انبرت الدكتاتورية طامعة في تصفية ما تبقي من فعاليات مدنية مستقلة ومعارضة جادة من وراء ظهر الرابطة وفي غيابها باعتبار مصداقيتها إذ هي احدي العلامات اللامعة للضمير الوطني.

السيد الرئيس المناضل مختار الطريفي
الأصدقاء عضوات وأعضاء الهيئة المديرة
مناضلات ومناضلو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

وأنتم عازمون على عقد مؤتمركم الوطني السادس يومي 27-28 من هذا الشهر، فإنكم تخوضون في واقع الأمر معركة وجود، وتخطون بذلك صفحة جديدة متميزة في النضال التونسي الطويل من اجل الحرية والإصلاح .

ولأنكم الشاهد الذي يصر الاستبداد في تونس على شطبه.واجبكم الإدراك بأنكم الأقوى والأبقى، لأن المؤسسة التي تشكلون شرايينها وتديرون اليوم حظوظها، لها الشرعية والمصداقية و الاعتبار داخل تونس زيادة على جمهور غير هين من الأصدقاء والمناصرين على الساحات المغاربية والعربية والعالمية.

نحن كتونسيات وتونسيين منضوين في هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بباريس، لا نعد أنفسنا أنصارا لكم فقط بل شركاء أوفياء :

حتى إنجاز مؤتمركم بكل حرية واستقلالية ...حتى احترام استقلالية القضاء والكف عن استعماله في تسويغ القرارات السياسية في ثوب قضائي ظالم ....حتى رفع الطوق الأمني على فروعكم داخل البلاد وإنهاء محاصرة مقراتكم ...حتى يكف البوليس ومليشيات النظام الحاكم عن إهانة وتعنيف مناضلاتكم ومناضليكم ...حتى تصمت الصحافة المأجورة عن حملاتها المشينة ضد النشطاء ورموزكم... حتى تفتكون حق الاجتماع والنشر والاتصال والتنقل داخل الوطن وخارجه... وحتى نحقق جميعا وفي صفوف متراصة، اخلاء السجون من كافة المساجين السياسيين ونفرض سن قانون العفو التشريعي العام... حتى نكسر واقع دولنة الإعلام وننشر حرية التعبير والتنظم للجميع.

إننا رديف لكم ولكل القوى المناضلة من اجل أن ينعم شعبنا بكل حرياته وبكل مقدراته وبكامل سيادته.

إنها معركة طويلة النفس، معركة إعادة الأمل لبنات وأبناء تونس... ولأنها كذلك، فهي معركة حرية بان تخاض .

نتمنى لمؤتمركم- إذا ما أنجز- كل التوفيق، ونحن في كل الأحوال و من موقعنا، كلنا إصرار لمواصلة دعمكم حتى إنجازه وتحقيق كل أهدافنا المشتركة المشروعة.

باريس في 26 ماي 2006
هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات بباريس


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني