وُلد عبد الرحيم الماجري سنة 1945 بالقيروان. وهو مجاز في اللغة العربية والآداب سنة 1972 ومتحصّل على شهادة الكفاءة في البحث سنة 1983. ينشر نصوصه منذ 1965 بالدوريات التونسية والعربية.

نصف قرن ونيف وهو يمارس الحياة بصعابها شعرا ونثرا ورسما، يحمل على كاهل قلبه المخضر قيما أصبح الماسك عليها في هذا العهد كالماسك على الجمر، في العشرية السوداء التي عرفتها البلاد طيلة التسعينات اضطلع برئاسة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان حيث وقف مواقف مشرّفة من الانتهاكات والمحاكمات التي تعرّض لها الطلبة والسياسيون...

بين السياسة والنضال الحقوقي كان الشعر مسلكا آخر لمواصلة القول والفعل في عالم يستوجب توفير كل الطاقات وكل السبل:

الكلمة

...كانت شمس المتوسّط في القطبِ
وقمر المتجمّد في الصحراءْ

وكانتْ
تاج من استغنى
ورغيف الفقراء
وكانتْ:
"كن فتكون"،
وحديث عنك يضوعْ...
وكانتْ "كن فتضيعْ"
وحديث ليس يضيعْ/
*
أفهل يكفي أن تتلفـّّع،
بالكلمةْ،
تتجنّب برد اليوم
وقيض الغد؟/
أو هل يكفي أن تتصامم ملء الأذن بالكلمةْ
ولا تخطو قيد الشبر
تجاه لحلم؟/

القيروان: 5/11/2004

لم يكتف شاعرنا بالكلمة بل خطى نحو الحلم بالرّسم كذلك، فهو لمن لا يعرفه رسّام يهندس بريشته أجمل اللوحات. فحين تخطو خطواتك الأولى في غرفة مكتبته التي تحوي مئات الكتب والمراجع والدواوين الشعرية والروايات والدوريات، يأخذها اللون المبهر والأشكال الصارخة التي تقول في جلاء "سبحان الكف المبدع" حين يترجم آلام الفكر المهموم بقضايا الإنسانية جمعاء.

بعد عمر من الكتابة يهلّ علينا عبد الرحيم بمجموعته الشعرية الأولى "عادي جدا" في طبعة أنيقة من الحجم المتوسّط: 124 صفحة. فاتحته

"وكلّما فتّشت عن نفسي،
وجدت الآخرين".