كروبسكايا تنام...

والمدن الجليدية، محنطة

تحت سطوة الصفيح...

والظلام

لازال في لون العبيد

يُخفي لينين وهو يعود

متخفيا إلى بيتروغراد

كروبسكايا تنام...

تحلم بالنجوم والأقمار

في سماء تحجبها عاصفات الثلوج المتساقطة على البطاريق التي انتشرت متهالكة كعبيد يصلـّون لفرعون في حضرة

الأهرام

كروبسكايا تنام...

وعلى جفنيها ينام حلم الثوار..

... يشتدّ صفير الريح

أمام تعاظم صوت الفقراء:

صباح الرّعب يا قيصر العظيم

صباح الهول والرّصاص!!

تفتح عيناها كروبسكايا

ويهمس البلشفيّ بحرارة الأجرام

في نبيذ الشبق المحبّ

ويطوّق خصرها بعنف ويهبّ

بعد أن ضغط على الزناد

وينتهي الحداد

ويبدأ الميعاد

من عينيّ كروبسكايا

فيذوب الجليد حرارةً وتنهض ساعة الميلاد

لن تهربي من المعركة

فأنت بلشفية يا كروبسكايا

وداعا يا عقم ويا اضطهاد

وصباح النور يا ظلام

صباح الدم والرجم يا قيصر الأوهام

بدأت الأقبية تنهار

وانهارت معها آخر قصور الظلام

واشتعلت نارا أوقدتها عينا كروبسكايا وجيوش العمّال

صوّب لينين رصاصة للسماء

زأر بتشف مربك

حاضنا جيوش الفقراء

آمنت أنك بلشفية

آمنت أنك الحرية

أغمضت عيناها كروبسكايا

وأطلقت تنهيدة ارتياح

أطلقت سنابل شعرها الطويل للريح تحملها

ورنت بفرح أنثوي إلى راية الانتصار

إلى مطرقة العمّال

إلى منجل الفلاحين

ثم استسلمت بحذر العشق على صدر فلاديمير الذي ظل منتصبا يحاور المشهد الثوري...

آه! كروبسكايا

إن عيناك شبيهة بالثورة

إن لك من الجمال والقوة ما يجعلك تكونين ثورية

آه، كروبسكايا، ما أجمل العشق في ساعات الحرية

لن تهربي من المعركة

فأنت بلشفيّة...

منيــــار

1 جانفي 2006