الصفحة الأساسية > البديل الوطني > لسنا للبيع ولا للشراء
عفاف بالناصر:
لسنا للبيع ولا للشراء
16 تموز (يوليو) 2010

زُجَّ اليوم بزوجي في السجن بمرضه وعلله ليقضي عقوبة جائرة مدّتها أربع سنوات، وعلى الأرجح أن يتمّ نقله وفق العرف التونسي للتنكيل بعائلات المحكومين إلى سجن بعيد بما يخالف القانون. وفي الوقت الذي اشتدّت فيه حملات التشويه ضدّ زوجي وضدّ رفاقه في ما عُرف بالوفاق في قضيّة الحوض المنجمي، هذه الحملات التي وصلت حدّ التشكيك في انتمائه للحقل الصحفي من قبل مؤسسات رسميّة (بلاغ وزارة الخارجيّة التونسيّة) ومن قبل أقلام وأبواق مأجورة، أودّ الكشف عن فضيحة تليق بالنظام وخدمه وتتمثّل في:

اتصال - وبعد ساعات من خروج زوجي من المستشفى في سوسة - من المدعو "نور الدين بن نتيشة" (وهو أحد المناضلين السابقين في الحركة الطلابية وقد سجن في التسعينات في قضية واحدة مع الفاهم) هاتفيا طالبا من زوجي اللقاء وبعد إلحاح (3 مكالمات متفرقة)، خرجت مع زوجي للقائه بأحد مقاهي سوسة تحت وجود أمني مكثف على الساعة الثامنة والربع صباح الخميس 15 جويلية، وجدناه وحيدا، ودخل مباشرة في أطوار القضية والحكم الصادر والتنفيذ وإمكانية إلغاء الحكم وتمكين زوجي من بطاقة صحافة وطنية، مقابل تحرير مطلب عفو إلي رئيس الدولة وأصرّ على أن يكون ذلك في كنف السرية التامة وأن يكون المطلب كتابيا بخط اليد وأضاف أن هنالك شخصا ينتظر في سيارته خارج المقهى يستطيع أن يوضّح جزئيات "الاتفاق" فردّ عليه الفاهم- زوجي- بأنه صحافي مستقل ومعترف به دوليا ولا يهمّه امتلاك البطاقة الوطنية للصحافة ولا يمكن أن يقبل مثل هكذا مساومات، عندها وإثر اتصال هاتفي مفاجئ من قبل نور الدين بن نتيشة. دخل المقهى المدعو برهان بسيّس. صافح وجلس وشرع في الحديث عن صحّة زوجي وتدهورها، وإمكانية علاجه في ظروف أفضل وإذا اقتضى الأمر في الخارج لما لا، وتمسّك بنفس العرض مع التلميح بالإمتيازات المالية وحياة الرفاهة منوّها بخصال الفاهم وصدقه وصداقاته مع جميع أطياف المجتمع المدني. فردّ عليه الفاهم قائلا انّه لن يتقدم بمطلب العفو وأنّ حريته ستكون ثمرة نضالات الحركة الديمقراطية في الداخل والخارج وأغلق الموضوع ووقفنا تاركين إيّاهما في المقهى. ومن المفارقات العجيبة أنه تمّ إيقاف زوجي بعد حوالي نصف ساعة من مغادرتنا المقهى - حيث كان السيد برهان بسيس يطرح في عرضه - من طرف الشرطة والبوليس السياسي بسوسة.. على هذه الشّاكلة تتصرّف السلطة وخدمها مع أحرار البلاد بغية شراء الذمم وإبعادهم عن شعبهم وقضاياه، وعليه رأيت أنه من واجبي نحو بلادي وشعبي كما أوصاني الفاهم قبل صعوده لسيّارة الشرطة قائلا لي: "افضحيهم"...

عفاف بالناصر
الخميس الساعة الواحدة ليلا 15 جويلية 2010

ملاحظة

* الفاهم بوكدوس –زوجي- أعاقه الإيقاف من نشر وقائع هذا اللقاء...
* وأما في ما يتعلق بي فقد تأخرت نظرا لمتابعتي وانشغالي بحيثيات إيقاف الفاهم أولا وثانيا كنت بصدد العودة من سوسة إلي قفصة، حيث مقر إقامتي وحيث السجن المدني الذي أودع فيه زوجي.


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني