الصفحة الأساسية > البديل الوطني > لنقف جميعا ضدّ هذه الجريمة
عمّار عمروسيّة:
لنقف جميعا ضدّ هذه الجريمة
12 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

دخل الصحفي الفاهم بوكدّوس في إضراب جوع مفتوح منذ يوم الجمعة 8 أكتوبر من أجل إطلاق سراحه واحتجاجا على سوء المعاملة الذي مورس ضدّه بالسجن المدني بقفصة.

ومثلما هو بيّن من "بطاقة زيارة" التي تكتبُها زوجته عفاف بالناصر فالسيّد فاهم يُعاني من أمراض عدّة أوّل هل الربو المزمن وثانيها التهاب الحنجرة الذي استمرّ معه أكثر من شهر وثالثها آلام المعدة. وكما هو واضح من آخر بطاقة زيارة بتاريخ 11 من الشهر الجاري فخطوة إضراب الجوع جاءت كردّة فعل على تضييقات جديدة طالته في سجنه.

ولعلّ المُلفت للانتباه هو تزامن إجراءات التنكيل وتصاعدها بمحاولة مجموعة من الصحفيين المستقلين التجمّع أمام السجن المدني بقفصة في الأيّام القليلة الماضية.

والحقيقة أنّ إضراب الجوع بكلّ مطالبه المُعلنة أمر مشروع لا لُبس فيه، فالبدن والحياة كانا على الدوام سلاح القابعين في غياهب السجون أمّا المطالب فهي عادلة ولا نظنّ أنّ هناك قيمة أعلى من الحرية. فشرعية مطالب بوكدّوس وعلى رأسها خروجه من وراء القضبان لا يمكن لأيّ كان النقاش فيها عدا بطبيعة الحال نظام الحكم الديكتاتوري وخدمه.

فهو بكلّ أمراضه الخطيرة يدفع ثمنا باهظا لوقوفه من زاوية مهنيّة موضوعيّة مع انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008، الأمر الذي يكشف بالملموس زيف الخطاب الرسمي حول طيّ هذا الملفّ حتّى في حدوده الدنيا. فهي (أي السلطة) وإن أقدمت على تسريح مجموعات من المُعتقلين سارعت إلى تعويضهم بضحايا جُدد من بينهم المناضل حسن بن عبد الله وبعض شبّان المظيلّة. وحتّى المُسرّحين مازال أغلبهم محلّ مضايقات أمنيّة مستمرّة علاوة على مواصلة حرمانهم من حقّ العودة إلى مزاولة وظائفهم.

أكثر من ذلك فقد أقدمت السلطة منذ أشهر على تطبيق المقتضيات الجائرة للسراح الشرطي ضدّ أحد المُعتقلين "عبد السلام هلالي" الذي وجد نفسه مُحتجزا من جديد لقضاء عقوبة قديمة في ما عُرف آنذاك بالوفاق الجنائيّ وهي رسالة تحذيريّة هدفها بثّ الخوف في نفوس جميع من استعادوا حرّيتهم في 2009.

والأهمّ من كلّ شيء أن المُعضلات الإجتماعيّة التي مثّلت دوافع تلك الحركة مازالت قائمة ولم تفعل السلطة سوى مفاقمتها ممّا يفتح الطريق أمام عودة الاحتجاجات إن عاجلا أو آجلا متى توفّرت بطبيعة الحال الشروط الذاتيّة.

وأيّا كان تطوّر الأوضاع في هذا الباب فإنّ كلّ مُناصري حركة الحوض المنجمي بالداخل والخارج مدعوّون إلى مضاعفة أشكال الضغط وتنويعها من أجل:
1- إنقاذ حياة الفاهم بوكدّوس من خلال العمل على تسريع قرار الإفراج عنه صحبة بن عبد الله وشبّان المظيلة وعبد السلام هلالي.
2- التعجيل بعودة المطرودين إلى وظائفهم بما فيهم غزالة محمّدي.
3- مباشرة محاكمة الجلاّدين والقتلة والتعويض لأسر الشهداء وجميع المُتضرّرين.

عمّار عمروسيّة


الصفحة الأساسية | خريطة الموقع | البريد الالكتروني